الفنان التشكيلي السعودي فايز الحارثي (أبو هريس) يعد من أبرز فناني مكة المكرمة حيث تتميز أعماله الفنية بقدرتها على جذب المشاهد إلى عالمها الخاص بسلاسة وهدوء فيمتزج الإحساس الشخصي للمتلقي مع الحس الفني للفنان يتميز أسلوب أبو هريس بقدرته الفريدة على توظيف الخط العربي والحرف العربي في أعماله حيث يحول التقليدية الكلاسيكية إلى إبداع حر وفن راقٍ ضمن إطار اللوحة التجريدية التي تزاوج بين الثقافة العربية والعقيدة الإسلامية.
يبرز الفنان في استخدامه للعناصر التشكيلية المزدحمة التي تشكل قوام التجريد الفني المستمد من الحضارة العربية حيث تتناغم هذه العناصر مع روح الأرض المقدسة وعبق الألوان والوجدان تظهر أعماله انسيابية الخطوط وتشابكها مع الألوان في تراكيب بصرية تعكس عمق التاريخ العربي وثراء الفنون الإسلامية خاصة في مجال الزخرفة والعمارة الإسلامية.
يتميز أسلوب أبو هريس بالجمع بين البساطة الشعبية والتقنية العالية حيث يقدم الحرف العربي في قوالب تجريدية معاصرة تحمل في طياتها روح التراث وأصالة الماضي تعكس لوحاته حالة من الحوار البصري بين المكونات الخطية واللونية حيث تتدفق الخطوط في انسيابية تشبه تموجات الماء بينما تتشابك الألوان في تراكيب تعبر عن الشاعرية والعمق الروحي.
ينطلق الفنان في أعماله من رؤية تجمع بين الأصالة والمعاصرة حيث يحول الحرف العربي إلى كيان تشكيلي حي يتفاعل مع المساحة الفنية للوحة تبرز في أعماله تلك العلاقة الحميمة بين الخط واللون حيث يصبح الحرف العربي ليس مجرد عنصر زخرفي بل لغة بصرية تحمل في طياتها أبعاداً ثقافية وروحية تظهر لوحاته ذلك التزاوج بين التلقائية الشعبية والدقة التقنية حيث تتحول العناصر الخطية إلى كيانات بصرية تنبض بالحياة.
يقدم أبو هريس في أعماله رؤية فريدة للحرف العربي حيث يتحول من مجرد رمز لغوي إلى عنصر تشكيلي يحمل دلالات بصرية وجمالية تعكس لوحاته ذلك الحوار الخفي بين الموروث الثقافي والرؤية المعاصرة حيث تظهر الخطوط العربية في تجليات جديدة تتناسب مع روح العصر دون أن تفقد صلتها بجذورها التاريخية تبرز في أعماله تلك القدرة على تحويل المكونات التراثية إلى لغة بصرية معاصرة تحمل في طياتها عمق الماضي وحيوية الحاضر.
