تنحدر الفنانة السعودية زهرة الغامدي من منطقة الباحة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية حيث شكلت البيئة المحيطة بها مصدر إلهام لأعمالها الفنية لاحقاً تعمل حالياً أستاذة مساعدة في كلية الفنون والتصميم بجامعة جدة تجمع في مسيرتها بين الأكاديمية والممارسة الفنية.
تخرجت الغامدي عام 2003 من جامعة الملك عبد العزيز بدرجة البكالوريوس في الفنون الإسلامية مع مرتبة الشرف الأولى وبدأت مسيرتها الأكاديمية كمحاضرة في الجامعة نفسها واصلت تعليمها العالي في بريطانيا حيث حصلت على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في الفنون البصرية من جامعة كوفنتري وكان لوالديها وزوجها دور محوري في دعم مسيرتها التعليمية والفنية.
تتمحور أعمال الغامدي الفنية حول المنشآت كبيرة الحجم التي تستلهم تجارب النساء اليومية والحرف اليدوية المنزلية في أحد أعمالها البارزة بفينيسيا أنشأت عملاً فنياً مكوناً من 52,000 قطعة من الجلد المعاد تشكيله مستوحاة من الأشكال العضوية وذكريات منزلها في الباحة والحلي التقليدية في منطقة عسير استمدت العمل عنوانه من قصيدة قديمة للشاعر زهير بن أبي سلمى تعود للقرن السادس عشر.
بلغت الغامدي مكانة عالمية عندما قدمت عام 2017 عملاً فنياً خاصاً صمم خصيصاً للساحة الكبرى في المتحف البريطاني حيث غطى مساحة 30 متراً مربعاً في نفس العام شاركت في مهرجان "شباك" الثقافي بلندن ضمن ندوة ناقشت فن المرأة في السعودية.
عرضت أعمال الغامدي في العديد من المدن حول العالم بدءاً من مشاركتها عام 2009 في معرض المصممين الجدد بلندن مروراً بمعرض "Shift" عام 2017 الذي عرض أعمال فنانات سعوديات وصولاً إلى مشاركتها في بينالي البندقية الـ58 عام 2019 بعمل حمل عنوان "بعد الوهم" كما عرضت أعمالها في معرض "Mycelium Running" بمركز جميل للفنون ومعرض "تيارات تحرك المحيطات" بجدة عام 2019 وانتهاءً بمشاركتها في بينالي الدرعية بالرياض عام 2022.
تميز أسلوب الغامدي الفني بالبحث الدائم عن صيغ جديدة للتعبير عن التراث السعودي عبر لغة بصرية معاصرة مما جعلها واحدة من أبرز الأصوات الفنية السعودية على الساحة الدولية.
