تُعد الأميرة ريم الفيصل (ابنة الأمير محمد بن فيصل، وحفيدة الملك فيصل – رحمه الله –) واحدة من أبرز الأسماء السعودية والعربية في عالم التصوير الفوتوغرافي التي استطاعت عبر عدستها أن تقدم رؤية فنية استثنائية تجمع بين الأصالة والحداثة والضوء والعمق.
بدأت ريم الفيصل مسيرتها الأكاديمية بدراسة الأدب العربي في جامعة الملك عبد العزيز في جدة لكن شغفها بالتصوير الفوتوغرافي قادها إلى باريس حيث انتقلت للدراسة في معهد Spéos المتخصص في الفنون البصرية، لتبدأ رحلة إبداعية جديدة تُوّجت بإصدارها كتابًا بعنوان "ديوان النور رحلة تصويرية عبر الضوء والماء والناس والحج الذي يجسد رؤيتها الفنية العميقة للعلاقة بين العناصر الطبيعية والروح الإنسانية.
بين الأبيض والأسود والألوان: تطور الرؤية البصرية
اشتهرت ريم الفيصل بأسلوبها المميز في التصوير بالأبيض والأسود الذي يعكس عمقًا دراميًا وروحانيًا في أعمالها ومع ذلك، كشفت في عام 2016 عن تجارب جديدة مزجت فيها بين الألوان والتصميم الجرافيكي مما أظهر تطورًا لافتًا في مسيرتها الفنية وقدرتها على تجاوز التقاليد البصرية المألوفة.
عُرضت أعمال ريم الفيصل في أهم العواصم الفنية حول العالم من البحرين إلى الصين ومن دبي إلى باريس وواشنطن وبرلين وغيرها كما حظيت بتكريم كبير حين مُنحت وسام الفنون والآداب الفرنسي عام 2017 تقديرًا لإسهاماتها المتميزة في مجال الفنون البصرية.
أسست ريم الفيصل معرض"الربع الخالي"في دبي عام 2008 كأول معرض متخصص في التصوير الفوتوغرافي من نوعه في المنطقة ثم تابعت إثراء المشهد الفني بمعرض آخر في جدة عام 2015 مما عزز حضورها كرائدة في توثيق التراث والإنسان عبر الصورة.
تمثل ريم الفيصل نموذجًا ملهِمًا للفنانة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين العمق الفني والرؤية التجديدية لتثبت أن العدسة يمكن أن تكون أداةً لتوثيق الجمال وبناء جسورٍ بين الثقافات.
