bassmat2

“عقاب النمّامة” أو “الافتراء والعقاب” الفنان: معروف باسم إجناسيو دياز أولانو. التاريخ: 1910

قصة هذه اللوحة ليست حكاية محددة عن شخصيات تاريخية بعينها، بل هي تجسيد لموضوع اجتماعي وأخلاقي كان شائعاً في الفن الواقعي والاجتماعي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وتحديداً ضمن حركة “كوستومبريسمو” الفنية في إسبانيا. سعى فنانو هذه الحركة إلى تصوير الحياة اليومية والعادات والتقاليد الشعبية، وغالباً ما تضمنت أعمالهم نقداً اجتماعياً ساخرا أو تعليقاً على السلوكيات الإنسانية السلبية السائدة في المجتمع.

“عقاب النمّامة” أو “الافتراء والعقاب” الفنان: معروف باسم إجناسيو دياز أولانو. التاريخ: 1910 Read More »

لوحة للفنان أندريا كاليسي (Andrea Calisi) وهو فنان ورسام توضيحي إيطالي معاصر

في سكون ليل سرمدي، حيث يمتزج لون السماء بلون الحبر العميق، وتتلألأ النجوم كأعين ساهرة في صمت الكون، تجلس تلك الروح الهادئة على أغصان شجرة عتيقة. جذعها قوي كأنه يمتد من عمق الأرض، وأغصانها ملتفة كأذرع تحتضن السماء. القمر، كقرص فضي ناصع، يرسل أشعته الخجولة، لا ليطرد الظلام، بل ليرسم هالة من نور حول المشهد. من هو هذا الجالس هناك، في عزلته المختارة، كأنه ناسك يتأمل أسرار الوجود؟ يرتدي ثوباً يجمع بين زرقة الليل وخضرة الربيع الهادئة. في يده، يمسك بزهرة بيضاء، وحيدة، نقية كنقاء الثلج، أو ربما هي آخر ما تبقى من ذكرى عزيزة. نظراته تتجه نحو الأفق البعيد، نحو المجهول الذي يختبئ خلف ستار الليل. هل يبحث عن شيء مفقود؟ أم ينتظر قدوم شخص ما، وعده القمر بلقاءه تحت هذه الشجرة المقدسة؟

لوحة للفنان أندريا كاليسي (Andrea Calisi) وهو فنان ورسام توضيحي إيطالي معاصر Read More »

عالم فلك على ضوء الشمعة” للفنان الهولندي جيرارد دو (حوالي 1665) .

تجسد اللوحة مشهدًا حميمًا وغامضًا لعالم منهمك في دراساته الليلية. يغمر اللوحة دفء ضوء شمعة وحيدة، تلقي بوهجها على وجه العالم الملتحي ويديه الممسكتين بكتاب مفتوح. يبدو العالم غارقًا في تفكيره، مع تركيز شديد ينبعث من عينيه وهو يتفحص الصفحات المضيئة أمامه. على يساره، يقف مجسم كرة أرضية، يرمز إلى اهتمامه بعلم الفلك والجغرافيا. الزجاجة الموجودة على الطاولة، التي تعكس الضوء الخافت، تضيف لمسة من التفاصيل الواقعية التي اشتهر بها دو كتلميذ لرمبرانت.

عالم فلك على ضوء الشمعة” للفنان الهولندي جيرارد دو (حوالي 1665) . Read More »

سيف داموقليس The Sword of Damocles الرسام: ريتشارد ويستال (Richard Westall) السنة: 1812

كان داموقليس رجلاً من حاشية ديونيسيوس الثاني، طاغية سيراقوسة في صقلية. وكان دائمًا يُبدي إعجابه بثراء الملك وقوته ويُثني على حياته المترفة. قرر الملك أن يُعلّمه درسًا، فعرض عليه أن يبدّل مكانه ليوم واحد ويعيش كملك. فرح داموقليس وجلس على العرش محاطًا بالخدم والترف. لكن فجأة، لاحظ شيئًا مرعبًا: سيفًا معلقًا فوق رأسه بشعرة حصان واحدة فقط. تجمّد في مكانه من الرعب، ولم يعد يستمتع بأي من مظاهر السلطة أو المتعة. المغزى: السلطة الظاهرة تحمل في طياتها خطرًا دائمًا. من يكون في القمة، يعيش تحت تهديد مستمر، تمامًا كسيف داموقليس المعلّق بخيط رفيع.

سيف داموقليس The Sword of Damocles الرسام: ريتشارد ويستال (Richard Westall) السنة: 1812 Read More »

لوحة “بريد غوتهارد” “Die Gotthardpost”

تُصوّر لوحة “بريد غوتهارد” “Die Gotthardpost” مشهدًا دراميًا وحيويًا لمركبة بريد تجرها جياد قوية وهي تشق طريقها عبر ممر غوتهارد الجبلي في سويسرا. يظهر سائق العربة، وهو رجل ذو ملامح صارمة، وهو يتحكم بزمام الأمور بحزم، بينما تجري الخيول البيضاء بقوة وديناميكية، تثير الغبار من خلفها وتفزع قطيع من الماشية، مما يضيف إلى صخب وحركة المشهد في هذا الطريق الجبلي الضيق. كان ممر غوتهارد (Gotthard Pass) تاريخيًا أحد أهم المعابر عبر جبال الألب، يربط شمال أوروبا بجنوبها. قبل بناء نفق غوتهارد للسكك الحديدية، الذي افتتح في عام 1882، كانت الطرق البريدية عبر الممر هي الشريان الحيوي لنقل الركاب والبضائع والبريد. رسم الفنان السويسري رودولف كولر (Rudolf Koller) هذه اللوحة في عام 1874.

لوحة “بريد غوتهارد” “Die Gotthardpost” Read More »

المناداه على العباره عند الغسق لدانيال ريدغواي

على ضفة الغروب، وقفت تنادي الغائب… لم تكن تصرخ، وانما تحايلت على السكون بصوتٍ خافت يشبه الرجاء. في يدها إبريق ماء، وفي قلبها انتظار، وفي عينيها بريق الغروب الذي لا يرحم. لوّحت بندائها إلى الضفة الأخرى، حيث لا يُرى سوى انعكاس القمر وقلق المسافة. هذه هي لوحة “المناداة على العبّارة، عند الغسق” التي رسمها الفنان الأميركي دانيال ريدغواي نايت عام 1890 تقريبًا. مشهد ريفي بسيط، لكنه مشحون بانتظارٍ ناعم. لم يكن نايت يرسم الجمال هنا، بقدر ما كان يرسم اللحظة التي يوشك فيها أن يفلت منك. فمن تُراها تنتظر؟ العبّارة؟ أم أحدًا ما على متنها؟ أم أنها تنادي شيئًا لن يعود أبدًا؟

المناداه على العباره عند الغسق لدانيال ريدغواي Read More »

لوحة فتاة صغيرة تقرأ للفنان الدنماركي يوهان غودموندسن

لوحة “فتاة صغيرة تقرأ” (Læsende Lille Pige) للفنان الدنماركي يوهان غودموندسن-هولمغرين. في هدوء غرفة ذات نافذة واسعة، تجلس فتاة صغيرة، مستغرقة تمامًا في عالم الكلمات بين يديها. يديها الصغيرتين تمسكان بالكتاب بعناية، وكأنها تحتضن كنزًا ثمينًا، بينما رأسها مائل قليلاً، وعيناها ، وإن لم نرهما مباشرة، تتبعان السطور بشغف وتركيز عميق يوحي بانفصالها التام عن العالم المحيط. النافذة خلفها هي بوابة لعالم آخر، منظر طبيعي جبلي ضبابي، بألوان هادئة تمتزج فيها الخضرة والبنية مع زرقة السماء الباهتة. اللوحة تحتفي بمتعة القراءة البسيطة، وبقدرة الكتب على نقلنا إلى عوالم أخرى، حتى ونحن في ركن هادئ من منزلنا.

لوحة فتاة صغيرة تقرأ للفنان الدنماركي يوهان غودموندسن Read More »

عاشق الصبار

لوحة عاشق الصبار – للفنان كارل سبيتزويغ

لوحة “عاشق الصبار”للفنان كارل سبيتزويغ من عام 1860. تُظهر اللوحة مشهدًا داخليًا هادئًا لرجل مسن، يتأمل مجموعة من نباتات الصبار المصفوفة بعناية على حافة النافذة. تتناثر أكوام من الكتب والأوراق على الأرض وفي زوايا الغرفة، مما يوحي بأن الرجل مثقف أو باحث، وأن هوايته في جمع الصبار ليست سوى جزء من عالم أوسع من اهتماماته. كارل سبيتزويغ (Carl Spitzweg) كان فنانًا ألمانيًا رومانسيًا، اشتهر بلوحاته التي تصور الحياة البرجوازية الصغيرة في القرن التاسع عشر. و “عاشق الصبار” هي مثال كلاسيكي على أسلوبه. في تلك الفترة، كانت نباتات الصبار ونباتات الزينة الغريبة الأخرى تحظى بشعبية متزايدة بين الطبقات الوسطى والعليا في أوروبا. سبيتزويغ، من خلال هذه اللوحة، يجسد فكرة العزلة الهادئة والشغف الشخصي الذي يمنح الحياة معنى.

لوحة عاشق الصبار – للفنان كارل سبيتزويغ Read More »

لوحة غوستافو بوليتي

تأسرنا هذه اللوحة التي تُنسب للفنان التشيلي غوستافو بوبليتي (1915-2005)، المعروف بكونه رائداً للفن البنائي الهندسي. لكن هنا، يكشف بوبليتي عن وجه فني آخر. تصوّر اللوحة شابة في حالة تأمل عميق، تستند بيدها على جرة فخارية، وملامحها تنم عن استغراق في التفكير. الألوان دافئة والأسلوب يميل للواقعية الممزوجة بلمسة انطباعية، مع تركيز على الضوء والمشاعر الإنسانية. أياً كان موقعها في مسيرته، تبقى اللوحة شاهداً على قدرة الفنان على التقاط الجمال الهادئ والعمق الإنساني، وتقدم لنا “قصة” صامتة عن لحظة من السكون والتفكير.

لوحة غوستافو بوليتي Read More »

عبدالله حماس

عبدالله حماس

حكّاء التجريد وراوي الجنوب بصريًا بقلم د. عصام عسيري في المساحة الممتدة بين الضوء واللون، بين الشكل والرمز، تلمع تجربة الفنان التشكيلي السعودي عبدالله حمّاس بوصفها ملحمة تشكيلية متواصلة، لم تخضع لصخب الاتجاهات العارضة، بل نحت لنفسه مسارًا أصيلًا يستلهم من البيئة الجنوبية روحها العربية الصافية، ومن تجريد الحداثة أدواتها، في مزيج قلّ نظيره. وُلد عبدالله حمّاس Abdullah Hammas في خمسينيات القرن الماضي في قرية آل عاصم، الواقعة في خاصرة جبال عسير، حيث يشكّل اللون جزءًا من المشهد اليوميّ، وتغدو الزخرفة لغة حيّة تتنفس في المعمار واللباس وذاكرة الأشياء. من هذه الطبيعة الجبلية، الغنية بتشكيلاتها وعناصرها، تشبعت عين حمّاس الأولى، قبل أن يتحوّل هذا التشكيل الفطري إلى مشروع بصري واعٍ، صاغه على امتداد أكثر من نصف قرن. بين البدايات والتمكّن تخرج حمّاس من معهد التربية الفنية بالرياض مطلع السبعينيات، وكرّس بعدها حياته بين الرسم والتعليم، ليكون ممن مزجوا بين التجربة الإبداعية والممارسة التربوية. وخلال رحلته، أقام أربعين معرضًا شخصيًا ومئات المشاركات الجماعية في السعودية والخليج والوطن العربي والعالم، بدأها عام 1974، متنقلًا بين الرياض والقاهرة، الرباط ولندن، دبي وباريس والمغرب، ناقلًا بصوته اللوني الحكاية العسيرية والحجازية وعموم السعودية وجزيرة العرب إلى الفضاءات العالمية، ونال على جوائز مرموقة وتقدير عالي. في أعماله الأولى، تظهر ملامح من الواقعية الرمزية، تتخللها أشكال إنسانية وزراعية تمثل الحضور الجنوبي الريفي، ثم سرعان ما تطورت لغته البصرية إلى تجريد رمزي يستند إلى اختزال الشكل وإعادة صياغته ضمن بناء هندسي محكوم بقوانين التوازن والتناغم والتكرار والإيقاع. هوية تشكيلية نادرة ليس التجريد عند حمّاس مجرد ميل أسلوبي، بل موقف بصري وروحي. في لوحاته، تغدو الزخارف خطوطًا وألوانًا في مساحات حيوية تتراقص داخل فراغات مقصودة، وتتحول الأشكال الأنثوية إلى رموز أيقونية تُكرّر حضورها لا للتماثل، بل لتأكيد الذاكرة. في تجربته، نجد تأثيرات متقاطعة من الحركات التكعيبية (جورج براك، بيكاسو)، ومن بساطة موندريان وموسيقى كاندنسكي وأسلوبية بول كلي، لكنه لم يكن مقلدًا ولا تابعًا لحركة أو فنان ما، بل مزج تلك الروافد والتجارب بأسلوب شخصي يجمع بين الإيقاع الهندسي وروح القَطّ العسيري، بين صرامة الشكل وصفاء اللون وطاقته. اللون كبطاقة هوية الألوان في أعمال عبدالله حمّاس ليست تزيينية، بل تحمل دلالة حضارية ووجدانية، فالبرتقالي والأحمر والأصفر تستدعي المنازل الملوّنة جنوب المملكة، بينما يغدو الأزرق ظلًا جبليًا وكأنه يعزل بدائرة الألوان، ألوان تعمّق الإحساس بالشكل والفراغ والحضور الروحي. أما في معرضه الأربعين، فقد اختار أن يعبر كامل تجربته بلونين فقط: الأبيض والأسود، في تحدٍّ لفكرة “اللون كهوية”، مستعيضًا عنه بـ”الشكل كذاكرة”. في هذا المعرض الذي حمل عنوان “بين الأبيض والأسود”، بدا حمّاس أكثر هدوءًا من ذي قبل، أقرب إلى الموجز البليغ، حيث تتداخل الحِدّة الخطية مع الانسيابية المتقشفة، مشكلًا بذلك نوعًا من الصمت البصري، أشبه بتأمل تأخيري لتجربة عميقة. الناقد والمعلم.. حضوره الثقافي لا يقتصر عبدالله حمّاس على أعماله فقط، بل تعداها إلى دوره التأسيسي في المشهد التشكيلي السعودي؛ فقد ترأس لجانًا، وأدار بيوتًا للفن، وأشرف على معارض وورش عمل، وأسهم في ترسيخ المفاهيم التشكيلية في المجتمع المحلي. وقد احتفظت مؤسسات ثقافية وشخصيات كبرى في السعودية وخارجها بأعماله، ومنها: قصر اليمامة، قصر السلام، مطار الملك عبد العزيز، إضافة إلى متاحف عربية وأوروبية. الرمز والبساطة.. في قلب الحداثة يُقابل الفن المعاصر غالبًا بإفراط في التأويل أو غموض في التكوين، إلا أن أعمال حمّاس تمضي عكس هذا التيار، إذ توازن بين العمق الرمزي والبساطة الشكلية، لا تُغلق باب التأويل، لكنها تُبقيه مشرعًا على معنىً متكرر، أشبه بمنمنمة شعرية تتكرر في قصيدة طويلة. في أعماله، تلوح المرأة، البيوت، الجبال، الخطوط، الأبواب، والمدرجات الزراعية – جميعها رموز حاضرة في الوعي الجمعي الجنوبي، لكنها تتجرد من تفاصيلها لتغدو علامات تشكيلية خالدة، تحمل طيفًا من الذاكرة ولا تنتمي إلى لحظة واحدة. ختاما، في مسيرة عبدالله حمّاس نعاين التشكيل كفعل وجداني متصل بالهوية، وكأداة تعبير تتجاوز اللحظة إلى “الأثر”. لقد صنع حمّاس من تجربته مرآة لجزيرة العرب، وصوتًا ناطقًا باسم الصحاري والجبال والأسواق والبيوت القديمة، لكنه لم يحبس نفسه في الإقليم، بل جعل من المحلية نافذة على العالم. هو واحد من أولئك القلائل الذين لم تلههم الحداثة عن أصالتهم، بل جعلوا من الحداثة وسيلة لتمجيد التراث، ومن التجريد أداة لقول ما لا يُقال بالكلمات. عبدالله حمّاس، باختصار، ليس مجرد رسام.. بل راوي الجنوب بصوتٍ بصريّ فريد. الصور من معرض الفنان الاربعين بنايلا قالري الرياض يناير ٢٠٢٥ # د/عصام عسيري

عبدالله حماس Read More »