نينوى جوهرة الشرق

في عام 612 قبل الميلاد، تجمّع الغبار فوق أسوار نينوى، عاصمة الإمبراطورية الآشورية.

المدينة التي وُصفت يومًا بأنها جوهرة الشرق، حيث القصور المذهّبة،

والحدائق، والطرقات التي تعج بالتجارة والجنود. لقرون حكم الآشوريون بسطوة الحديد والنار، وامتد نفوذهم من مصر حتى جبال الأناضول.

لكن الزمن قلب صفحته. البابليون بقيادة نبوبولاسر، والميديون من الشرق، وحّدوا جيوشهم في تحالفٍ نادر.

آلاف الجنود تقدّموا صوب نينوى، يطرقون أبوابها بمدافع الحصار، بينما نهر دجلة يحيطها كحبلٍ مشدود.

استمر القتال أسابيع طويلة. جدران نينوى العالية تهاوت أمام معاول المهاجمين. النار أكلت المعابد، والأصوات ارتفعت من الأزقة: بكاء نساء، صرخات أطفال، ورجال يذبحون دفاعًا عن مدينة كانوا يظنون انها لن تزول.

في تلك الليلة، بدا وكأن التاريخ نفسه يعيد كتابة موازينه: عرشٌ عظيم انهار، وصوت مدينة عظيمة انطفأ تحت سنابك التحالف البابلي–الميدي.

بقيت نينوى بعدها أطلالًا، درسًا صارخًا أن حتى أعظم الإمبراطوريات ليست محصّنة من الفناء.

error: Content is protected !!