bassmat2

أغرب لوحة

مخلوقات تخرج من الجحيم.. وفاكهة تأكل البشر! أسرار أغرب لوحة في التاريخ” “حديقة المباهج الأرضية: أحجية بوش التي حيّرت العالم منذ 500 عام!” في زاوية من متحف ديل برادو بمدريد، تقبع لوحة تدفع كل من يقف أمامها للتساؤل: هل رسمها نبيٌّ متنبئ بالمستقبل، أم مجنون عبقري؟إنها “حديقة المباهج الأرضية” لهيرونيموس بوش، العمل الذي ظل لغزًا منذ القرن الـ16 حتى اليوم. تفتح اللوحة الباب على عالم من الهلوسات المرسومة بدقة مذهلة مخلوقات نصف بشرية ونصف حيوانية، آلات تعذيب تسبق عصرها بمئات السنين، وجموع من الناس يسبحون في بحيرات من المتعة والرذيلة داخل فواكه عملاقة! المشهد أشبه بحلم كابوسي لطفل تناول جرعة زائدة من الحلوى، لكنه في الحقيقة نقد لاذع للمجتمع الديني والفساد البشري الأغرب أن بوش رسم هذه الرؤى قبل ظهور السريالية بقرون، مما يجعل البعض يعتقد أنه تنبأ بفناني القرن الـ20 مثل دالي. اللوحة مقسمة لثلاثة أجزاء: “الجنة” (براءة مفقودة) “المباهج الأرضية” (الفساد البشري في أوج بهرجه) “الجحيم” (عالم من العذابات الخيالية) لكن الجزء الأوسط هو الأكثر إثارة، حيث يتحول البشر إلى دمى تلهو في عالم من الجنون، وكأن بوش يقول: “هذه هي البشرية حين تنسى روحها!” “كلما حدقت في اللوحة، اكتشفت تفصيلًا جديدًا يجعلك تتساءل: ما الذي كان يدور في عقل هذا الرجل؟” اليوم، تظل “حديقة المباهج الأرضية” أحجية فنية لم تُحل تاركة لكل جيل تفسيرًا جديدًا. هل هي تحذير من الخطيئة؟ أم سخرية من الكنيسة؟ أم مجرد خيال فنان كان أغرب من لوحته نفسها؟ في القسم الأخير، ينفتح باب الجحيم على مصراعيه ليكشف عن فانتازيا مرعبة من العذاب الهستيري. تتوسط اللوحة خنزير متأنق بزي راهبة، وقفته المهيبة تنضح خبثاً وهو يجبر ضحية عارية على توقيع عقد مع الشيطان. المشهد لا يقف عند هذا الحد، فذاك الخنزير الشيطاني يلتهم ضحاياه الواحد تلو الآخر، ثم يقذف بهم في حفرة سوداء لا قعر لها، وكأنه يرمز إلى دوامة الخطيئة التي لا مفر منها. على الجانب، تتحول آلة موسيقية إلى أداة تعذيب. شيطان عازف ينفذ حكم الإعدام على ضحيته، بينما يلهو آخرون برسم نوتات موسيقية على مؤخراتهم في سخرية مريبة من الفن المقدس. الموسيقى هنا ليست للترفيه، بل هي نغمة العذاب الأبدي. وفي قلب هذه الفوضى، يطل علينا مخلوق غريب بملامح بشرية، يعتقد بعض النقاد أنه قد يكون صورة ذاتية للفنان نفسه. عيناه تتبعان المشاهد أينما تحرك، وكأنه الحارس الأمين لهذا العالم السفلي، أو ربما الضحية الأولى التي وقعت في شرك هذه الكوابيس. كل زاوية في هذا المشهد تحمل طبقات من الرمزية، كل ظل يخفي قصة، كل تفصيل يطرح عشرات الأسئلة. بوش لم يرسم الجحيم كما تخيله، بل صوّر رؤيته الخاصة للفساد البشري، للخطيئة التي لا تغتفر، للعذاب الذي نصنعه بأيدينا. هذه اللوحة ليست مجرد عمل فني، بل هي مرآة مظلمة تعكس أعمق مخاوف العصور الوسطى، وأكثر هواجس البشرية قتامة. بعد خمسة قرون، ما زلنا نقف أمامها مرتعبين، متسائلين: هل كان بوش ينظر إلى الجحيم حقاً، أم أنه رأى ما نخشى أن نعترف به في أنفسنا؟ كما انه لدينا في هذا الجزء شيطان يعدم إنسان على أله عزف عملاقة. وأيضا يرسم نوتات موسيقية على مؤخره أحدهم… بعض الفنانين عزفو هذه النوتات وهذه هي النتيجة

أغرب لوحة Read More »

بوابة الخلود لفان جوخ

“عندما ينحني الإنسان تحت ثقل الوجود: رمزية الموت والخلود في فن فان جوخ” في زوايا متحف فان جوخ، تتربع لوحة “بوابة الخلود” كشاهد صامت على أحد أكثر اللحظات إيلامًا في تاريخ الفن. ترسم الألوان مشهدًا يختزل المعاناة الإنسانية في صورة عجوز منكسر، جسده يتقوس كغصن مثقل، رأسه بين كفيه كأنه يحاول احتواء عالم من الألم في قبضة يديه. ذلك الوجع الذي يتسرب من اللوحة ليس مجرد تعبير فني، بل هو صدى لصراع فان جوخ نفسه مع دواخله المضطربة. تتجاوز هذه اللوحة مجرد تصوير الحزن لتطرح سؤالًا وجوديًا عميقًا: أهذه وضعية بكاء أم صلاة؟ انحناءة يأس أم استسلام؟ العجوز في اللوحة – الذي قد يكون مرآة للفنان نفسه – يحمل في انحنائه تناقضًا مذهلًا؛ فبينما يبدو غارقًا في عذاب لحظته، فإن عنوان العمل يفتح نافذة على أفق أرحب. “بوابة الخلود” هذا الاسم المشحون بالرمزية يحوّل المشهد من مجرد تعبير عن المعاناة إلى نبوءة فنية، وكأن الفنان يقول لنا إن كل هذا الألم ما هو إلا معبر لشيء أكثر خلودًا. تكمن عبقرية فان جوخ في قدرته على تحويل شخصيته المنكسرة إلى أيقونة فنية تتحدث بلغة الكون. فالعجوز في اللوحة ليس مجرد شخصية، بل هو تجسيد للضعف الإنساني أمام قسوة الوجود، وفي نفس الوقت شهادة على الإصرار الروحي. تلك “البوابة” في العنوان ليست مجرد استعارة، بل هي الجسر الذي بناه فان جوخ بين عذابه الأرضي وخلوده الفني، بين انكساره الشخصي وأمله في الخلاص. اليوم، بعد أكثر من قرن على رحيله، لم تعد “بوابة الخلود” مجرد لوحة، بل أصبحت وثيقة مؤرّخة لصراع الإنسان الأزلي مع ذاته. كل نظرة إليها تمنحنا تفسيرًا جديدًا، ففي اللحظة التي يبدو فيها العجوز في قمة انكساره، نكتشف أن الفن وحده القادر على تحويل الألم إلى شيء جميل، واليأس إلى بصيص أمل، والفناء إلى خلود.

بوابة الخلود لفان جوخ Read More »

بين التلوث البصري وانحدار القيم

تستمر الرؤى في سرد تفاصيل ما يخالج النفس وما يستوقفنا من احداث على الساحة التشكيلية بالوطن العربي عامة والتي اصبحت اكثر حراك وأشد حزبية وأشرس شللية ،، حيث امتاز ذلك الحراك بدعم التافهين وساهمت في التلوث البصري وسوقت لاعمال لا ترتقي لا بإسم الدول ولا بالجهات المنظمة ولا ببعض الأسماء المجاملة( المنافقه ) ؟! جرت العادة بأن يشوهوا كل ما هو جميل بتلك التعاملات العنصرية والتي ينساق لها الغالبية من الحالمين بالشهرة او الظهور على حساب المبادئ والقيم ،، قهقه في قلبٍ لا يفقه ؟! نظرية القطيع اصبحت تشكل علامة فارقه في مجتمع الفن التشكيلي لذلك نشاهد أعمال تفتقر للحس الفني الصادق ومعارض أهدافها خارجه عن تلك المفاهيم التي كنا نعتقد بأنها جزء من إنسانية الفنان الذي يصور لنا كل ما يأسر العين ويلفت الانتباه ويجعلنا نعشق الفن كونه يحاكي دواخلنا ويعبر عن مشاعرنا دون تكلف او إيهام ولا يحمل الخداع ولا يقبل التشويه ولا الاساءة كون الفنان راقٍ في اخلاقة وصادق في ما ينقل من احاسيس ” كنا ولا زلنا نعتقد بأن الفن رسالة سامية توحد الصفوف وتنير العقول وتنشر ثقافة الفن والجمال حولنا ” عندما يحاول ضعاف النفوس تزوير الحقائق وطمس الشواهد وتلميع بعض الأسماء التي لديها سُلطة او مصالح شخصية واهداف خارجه عن الذوق العام حينها ندرك بأن تلك الممارسات ما هي الا فقاعة صابون ،، فمن يدس السم في العسل يوما ما سوف يتذوق ما جنته يداه ويحتسي مرارة صنيعه ” يبقى التاريخ شاهداً على تلك الحقائق مهما حاول ضعاف النفوس طمسها كما تبقى العقول النيرة تستفتي قلبها وتميز بين الخبيث والطيب كما تميز بين العمل الحقيقي والمستهلك ” يبقى الواهمون تائهين في غياهب السرمدية ساقتهم اطماعهم خلف تلك المستنقعات وعلقوا في وحل اوهامهم التي بُنيت على باطل ” ومضة / يبقى كل جهد وعمل صادق محفور في جدار الزمن ” #أحمد معوض

بين التلوث البصري وانحدار القيم Read More »

ليست لوحة… بل صرخة مجسدة

“The Anguished Man” (الرجل المعذب) هذه اللوحة الغامضة رسمها فنان غير معروف في أوائل القرن العشرين، وتظهر وجه رجل مشوّه بالرعب، مع عينين واسعتين وفم مفتوح كما لو كان يصرخ بصمت. لكن ما يجعلها مرعبة حقاً هو طريقة رسمها: مُزجت الألوان بدم الفنان الحقيقي! عُثر عليها في قبو منزل مهجور في إنجلترا، مع مذكرة تقول: “هذا أنا… بعد أن سمعت الأصوات.” 👻 الأحداث الخارقة المرتبطة بها: الأنين الليلي كل مالكي اللوحة اشتكوا من سماع أنين خافت يأتي من اتجاه اللوحة ليلاً. أحد الملاك كتب: “اللوحة جعلت قطتي تموت من الخوف!” الظلال التي تتحرك كثيرون أقسمُوا أنهم رأوا ظل الرجل يبتسم عندما لا ينظر أحد. في إحدى الحوادث، التقطت كاميرا ليلية ظلاً يخرج من اللوحة ويجلس على كرسي! لعنة الانتحار يُعتقد أن الفنان انتحر بعد أن أنهى اللوحة، ودمه هو ما أعطاها طاقتها الشريرة. 3 من مالكيها السابقين انتحروا جميعاً بطريقة غريبة (شنقاً، تسمماً، سقوطاً). 💀 أين هي الآن؟ اشتراها جامع تحف أمريكي عام 2017، وهو يخزنها في غرفة مظلمة مغلقة بسلاسل حديدية، ويرفض عرضها. 🎭 لماذا يعتبرها الخبراء “بوابة للعالم الآخر”؟ بعض وسائل الروحانية زعمت أن اللوحة تحتوي على روح الفنان العالقة، وأنها تحاول جذب الآخرين ليكونوا رفاقاً لها في العذاب. رجال الدين الذين فحصوها قالوا إنها “مليئة بطاقة سوداء”، ونصحوا بتدميرها.

ليست لوحة… بل صرخة مجسدة Read More »

اللوحة التي قتلت صاحبها – “The Hands Resist Him”

رسم الفنان الأمريكي بيل ستونهام هذه اللوحة الغريبة عام 1972، مُصوِّرًا فيها طفلًا ودمية تشبهه يقفان أمام باب زجاجي، مع أيدٍ غامضة تضغط على الزجاج من الداخل. ادعى ستونهام أن اللوحة مستوحاة من كوابيس طفولته، حيث كان يتعرض للتخويف من دمى قديمة. لكن الأسطورة بدأت عندما بيعت اللوحة في مزاد على eBay عام 2000، مع تحذير من المالكين بأنها “ملعونة”. 👻 الأساطير المرعبة: الدمية والطفل يتحركان! زعم الملاك أنهم رأوا الدمية تفتح عينيها ليلًا، والطفل يغير وضعيته. إحدى العائلات ادعت أن اللوحة أخرجت الطفل والدمية من اللوحة وظهرا في غرفتها! لعنة الموت والجنون: توفي صاحب المعرض الذي عرض اللوحة فجأة بعد أشهر قليلة. الفنان نفسه (بيل ستونهام) مات في ظروف غامضة عام 2014، مما عزز نظريات “اللعنة”. تأثيرها على المشاهدين: بعض الناس زعموا أنهم يشعرون بغثيان أو كوابيس بعد النظر إليها. في موقع eBay، كتب المشتري: “هذه اللوحة ستجلب لك الكوابيس إلى الأبد.” 🖼️ مصير اللوحة الآن: اشتراها ممثل هوليوود مجهول عام 2000، ولم تُعرض للجمهور منذ ذلك الحين. يعتقد البعض أنها محفوظة في قبو مظلم لتجنب لعنتها. 🎭 هل اللعنة حقيقية؟ يعتبر البعض أن القصة مبالغ فيها، لكن الغموض حول اللوحة جعلها واحدة من أشهر اللوحات “المسكونة” في التاريخ. “إذا نظرت إليها طويلًا، ستشعر أن العيون تتابعك…” — أحد مالكي اللوحة السابقين. #أحمد معوض

اللوحة التي قتلت صاحبها – “The Hands Resist Him” Read More »

(Mural Design as a Visual Art and Educational Message Using Artificial Intelligence)By: Dr. Asraar Abbas Semender – Artist and Professor, Academy of Fine Arts, Al-Mustaqbal University

Abstract Murals are one of the most important forms of artistic expression. They are more than decoration—they are a visual language for social and educational communication. This article explores the connection between mural design, artistic and educational vision, and modern technology (especially artificial intelligence). A personal experience shows how murals can make a real impact in schools and society. 1. Mural Design: More Than Art on Walls A mural starts as an idea, but it becomes complete only when it interacts with people and the space around it. It is not just about form or beauty—it carries meaning, function, and a message. In public areas or schools, a mural becomes a visual text that invites dialogue and helps build identity, behavior, and belonging. 2. The Educational and Social Role of Murals Murals are also educational tools, not just visual artworks. They can: Share values such as peace and cooperation. Create a space for expressing cultural identity. Help teach complex concepts like diversity and inclusion in a visual way. In schools, murals help build community spirit and strengthen the bond between students and the school. They encourage participation and shared ownership of the space. 3. Technology and AI in Mural Design With new tools, AI has become a creative partner in design: Image-generation tools (like DALL·E): create early design ideas from written descriptions. Digital drawing tools: help in planning the mural accurately before painting. Augmented Reality (AR): adds interactive layers to the mural. AI does not replace the designer—it gives new tools to expand imagination and turn ideas into visual concepts. 4. Dr. Asraar Samandar’s Vision: Murals as an Educational and Artistic Experience From my experience as an artist and educator, I believe a mural becomes real when others—especially children—help shape it. At Khiketorp School in Linköping, Sweden, I worked with students to create a mural called “The Inner Universe”, combining childhood imagination, digital design, and symbolic art. Mural Elements: Seeds at the bottom: in earth tones, showing the children’s cultural roots. Childlike creatures in the center: inspired by my son Yaqub’s drawings, representing dreams and uniqueness. Sky at the top: birds, sun, and clouds showing freedom and mental growth. Visual Analysis: We used color gradients to show diversity and curved lines to express warmth and belonging. The children helped paint parts of the mural, making it a mirror of their identity and their role in shaping their school environment. 5. AI as a Tool in Art Education In this project, we used AI image tools to help students turn their ideas into early visual sketches. This partnership between children, AI, and the teacher created a new kind of art education. Art became a shared journey—from the hand to the algorithm. Conclusion A mural is not just a painting on a wall—it is a living message, a space for interaction between art, society, and technology. When we combine artistic vision with education and use AI tools, we create not only images—but visual citizens who can read, think, and help shape the world around them. References 1. Arnheim, R. (1974). Art and Visual Perception. University of California Press. 2. Dovey, K., & Pafka, E. (2020). Public Space and Informal Encounters. Journal of Urban Design. 3. Hall, T. (2012). Urban Art and Visual Culture.

(Mural Design as a Visual Art and Educational Message Using Artificial Intelligence)By: Dr. Asraar Abbas Semender – Artist and Professor, Academy of Fine Arts, Al-Mustaqbal University Read More »

د: فلاح شكرجي – النقد البناء

بقلم: د. فلاح شكرجي فنان وناقد تشكيلي/ جامعة صلاح الدين- اربيل جمهورية العراق   تنحو الدراسات النقدية المعاصرة منحى موضوعي في تحليلها للاعمال الفنية,كونها دراسات خاضعة لآليات تحليل وتركيب تتخذ من دائرة الابداع والوعي حيزا لاشتغالها, لذلك غدت مثل تلك الدراسات ذات قيمة فكرية وتأثير مكمل لتأثير الابداع ذاته واصبح للنقد لغة فائقة قادرة على تحليل لغة النصوص الابداعية , فالفنان (من وجهة نظر نقدية معينة) فرد يلخص وجدان امة ويعبّر عما تراكم فيه من قيمها وافكارها التي ينتجها بلغته الخاصة وبحسب طبيعة عمله الفني وادواته ومفرداته كبنية حاضرة لها قدرة على الابلاغ ومن جهة اخرى هو حر في التعبير والتشكيل والتاويل والتجريد والحذف او المبالغة والتفخيم, وتتصف الاعمال الفنية ولاسيما في الحداثة وما بعدها بكونها تبتعد بقدر او اخر عن المتداول والشائع مما اعتاد عليه التلقي,الامر الذي يعيق حالة ادراك الدلالة (المضمون) التي تختزنها الدوال (الاشكال). من اجل ذلك يغدو للنقد حضور فكري فاعل في العملية الابداعية من خلال رصد الدوال ضمن الاثر(العمل) الفني والكشف عن احتمالاتها الفكرية ضمن السياق (الاطار)الفكري المهيمن والمتفاعل مع ذلك الاثر وتحديد ملامح الخطاب(المعنى) الرمزي والكشف عن شيفرته بموجب المتداول والمتواضع عليه من افكار ومفاهيم بين الناس, وبذلك يغدو الارسال ما بين الفنان عبر الناقد وصولا للمتلقي افضل مما لو ترك المتلقي (أيا كان مستواه الثقافي) وجها لوجه مع لغة بصرية مشفرة يعجز عن ادراكها او ردم الفجوة التي تفصلهما عن بعض. ان حقيقة التفاعل الحيوي بين الابداع والنقد تمثلت في سلسة التحولات التي شهدها الفن نتيجة حركة التحولات الاسلوبية المتواصلة والمستمرة التي اوغلت في عزل المبدع عن المجتمع بدءا من الانتقال من تمجيد النموذج الطبيعي (المدرسة الكلاسيكية الجديدة) مرورا بالانزياح نحو الخيال(المدرسة الرومانتيكية) ومن ثم بالواقع الاجتماعي (المدرسة الواقعية) وما تلاه من عشق النور وجمال الطبيعة (المدرسة الانطباعية) ونقاء اللون (المدرسة الوحشية) والجذر الهندسي للشكل المرئي(المدرسة التكعيبية) وسحر الالة (المدرسة المستقبلية) وتأكيد الذاتي امام الموضوعي (المدرسة التعبيرية) وحركة التمرد العبثي(الدادا) والالتفاف على العقل للتعبير عن الفكر (المدرسة السوريالية) ومحاولة التعبير عن الضرورة الداخلية (المدرسة التجريدية) وصولا للمدرسة التجريدية التعبيرية الامريكية الجديدة وما ينضوي تحتها من تيارات فنية بصرية من امثال فن التنصيب, فن الارض, فن الفيديو, وفن الجسد والتي غيرت مفاهيم الفنون البصرية في عصرنا الراهن الى حد بعيد. وفي كل ذلك ظل النقد ملتزم بدورين فاعلين واساسيين هما: التفسير والتقويم,ومن الطبيعي انهما متلازمين في دائرة الاشتغال ومسارات الفكر, فالناقد لايمكن ان يقّوم ما لا يجد له تفسير, وهو ان سعى لتفسير العمل الفني فسيكون قد اكسبه قيمة مضافة, وطبيعي ان يكون القيام بهما على انحاء كثيرة ومتباينة فلكل ناقد رؤيته التي يتبناها في تعامله مع النص, وهذا الامر ليس بالهين بالنسبة لدائرة التلقي ويتطلب استيعابه التعرف على الاتجاهات الرئيسية للنقد والتي ينبهنا كل منها الى جوانب مختلفة من العمل الفني, فمنها ما يؤكد اصول العمل او المجتمع الذي عاش فيه الفنان او تاثيرات العمل على نفسية الفنان او التاكيد على الاهتمام الباطن للبنية الفنية وهي كالتالي: النقد الكلاسيكي: اعتمد هذا النقد من مطابقة الواقع معيارا له وعلى وفق مباديء العصر اليوناني سواء في ادابه او فنونه البصرية وقد وضع اعلام هذا الاتجاه النقدي قواعد مفصلة وشمولية وصارمة ولم تكن تتقبل التجريب والتجديد, أي انه اسلوب نقدي محكوم بالتراث من ذلك نجد ان البعض يظل حبيسا ضمن نهج ابداعي معين مهما مضت عليه السنون ولايستشعر معطيات الجمال في أي الانساق الابداعية الجديدة والمشاكسة والتي تسعى لتكريس تمردها وهويتها. النقد السياقي: اعتمد هذا النقد الظروف التي ظهر فيها العمل الفني كالبيئة والجنس والحقبة, لذلك يُعّد نوعا من البحث في الاطر التاريخية والاجتماعية والنفسية والمعاشية للفن وان الاعمال الفنية تعد نواتج اجتماعية وتعكس سمات السياق العام الذي ينتمي اليه الفنان, وتاريخيا يؤشر ان السياقيون ينظرون للفن على انه ظاهرة تجريبية ضمن الظواهر الاخرى والحقيقة ان فكرة السياق ذاتها تعد من اقوى افكار القرن التاسع عشر اصالة واعظمها تاثير لكونها ترمي لدراسة الفن من خلال اسبابه ونتائجه وعلاقاته المتبادلة وان للفن حياة اجتماعية, ومن المهم ان نعلم ان الصفة الفكرية للقرن التاسع عشر ذات اتجاه تاريخي وان الكثير من مفكريه وعلماؤه البارزين كانو يدرسون وقائع ابحاثهم على وفق الطريقة المنشأية أي من خلال اصولها, وكذلك فأن محاولات المفكرين في جعل النقد علميا باعتبار ان العلم ارفع منجزات العقل البشري قد اثرت تأثيرا كبيرا على ظاهرة النقد إذ درست العديد من الظواهر بصورة علمية كالسلوك الفردي والاجتماعي من خلال الظواهر النفسية وكالدين باعتباره ظاهرة اجتماعية(على حد زعمهم) ولفض الاشتباك الفكري بين النقاد وارائهم الذاتية سعى النقاد للتعامل مع الفن بعدّه ظاهرة علمية, ويعد المنهج الماركسي ونظرية تين في النقد الاجتماعي وتيار الفرويديون ما اهم نماذج النقد السياقي. النقد الانطباعي: نشأ هذا الاتجاه النقدي في مطلع القرن العشرين كرد فعل على الثغرات التي لم تعالج في النقد السياقي وما مقولة (اوسكار وايلد بان: الفن انفعال) الا دليل على الرغبة في الافلات من الصفة الموضوعية والتاكيد على الجانب الذاتي للفن وبالتالي النقد وهذا ما يؤكده (اناتول فرانس بقوله اننا لايمكن ان نخرج عن انفسنا) وبالتالي تحدد النقد بموقف الناقد من العمل الفني ومدى انفعاله تجاهه بمنتهى الحرية دون اللجوء لأي نوع من القواعد ودون الاكتراث بالمحركات السياقية بالتالي تحول النقد الى تدفق انفعالي صرف. النقد القصدي: اتجاه نقدي نشأ كرد فعل لما تداعى عن النقد الانطباعي من طروحات فكرية ويسعى هذا الاتجاه الى تقصي ما يرمي اليه المبدع من عمله الفني والدافعية التي جعلته يشكل عناصره بالكيفية التي نراها عليه, وتعد النظرية القصدية في النقد دعوة للتعاطف الجمالي مع العمل وعدم التعامل معه بروح غريبة عن روح الفنان, لكن ما يؤخذ على هذه النظرية استحالة التوصل الى المخطط الذهني للفنان وهدفه الذي رام تحقيقه. النقد البنيوي/السيميائي: اعتمد هذا الاتجاه النقدي على مبدأ رؤية الشيء بذاته والتركيز على الطبيعة الباطنية الذاتية للعمل وتجنب كل ما هو خارجه كالقواعد التي يحاكم العمل بموجبها او الظروف التي تؤطر التجربة الفنية او المجتمع الذي عاشه الفنان او التاكيد على مشاعر الناقد او الهدف الذي يسعى الفنان لتحقيقه , أي ان النقد الحديث هاجم كل الاتجاهات النقدية الاخرى وتوافقت اراؤه مع الحركة الشكلية في النقد ولا سيما طروحات دي سوسير وريتشارد بيرس في الالسنية وجماعة الشكلانيين الروس والدعوة الى فحص النصوص من الداخل وكشف علاقات العناصر ضمن بنية العمل الفني والسعي لكشف حركة العلامة من حيث تاثيرها النفسي او اشتغالها ضمن الاطار الثقافي العام بعيدا عن ثقافة المنتج او تاريخانية النتاج. النقد التداولي: اتجاه نقدي يجمع بين تحليل ظروف الخارج وعلاقات الداخل , اي فحص النصوص الابداعية على وفق رؤية شمولية تكاملية تؤكد

د: فلاح شكرجي – النقد البناء Read More »