السكامبلينغ Scumbling فن الضباب والانزياح البصري
تنتمي تقنية السكامبلينغ إلى عائلة التقنيات التشكيلية التاريخية التي تطورت عبر القرون حيث تبلورت في عصر النهضة كرديف تقني لطريقة #التزجيج فبينما يعمل التزجيج على بناء العمق من خلال تراكم الطبقات الشفافة يأتي السكامبلينغ ليمثل النقيض البصري من خلال طبقاته شبه المعتمة التي تحجب لتكشف.
تعتمد فلسفة هذه التقنية على مبدأ الانزياح الضوئي حيث لا ينفذ الضوء عبر الطبقات كما في التزجيج بل ينكسر على سطحها مشكلاً حجاباً ضبابياً هذا الحجاب لا يخفي الطبقات السفلى تماماً بل يحاورها في علاقة جدلية بين الظهور والاختفاء.
التطور التاريخي كتقنية مستقلة:
شقت السكامبلينغ طريقها كتقنية مستقلة في القرن الثامن عشر عندما أدرك الفنانون قيمتها في محاكاة تأثيرات الغلاف الجوي بينما كان التزجيج يصلح لتصوير الأعماق المائية والبلورات أصبح السكامبلينغ أداة مثلى لتجسيد ضباب الصباح وغبار المساء.
ومع ظهور المدرسة الانطباعية اكتسبت السكامبلينغ بعداً جديداً حيث استخدمت كلغة بصرية قائمة بذاتها و أصبحت تمثل صوت الضباب في مواجهة وضوح التزجيج والغموض في مواجهة الشفافية. تمثل السكامبلينغ اليوم تراثاً تقنياً يجمع بين حكمة الماضي وروح المعاصرة محافظاً على مكانته كخيار فني للمبدعين الذين يبحثون عن الانزياح البصري والغموض التعبيري.