كانت إيتيل عدنان (1925 - 2021) أكثر من مجرد شاعرة وكاتبة لقد كانت فنانة تشكيلية استثنائية استطاعت بألوانها الزاهية وخطوطها الشاعرة أن تحتل مكانةً فريدة على خريطة الفن العالمي.
اتسمت لوحاتها التي تنتمي إلى المدرسة التجريدية بعلاقات لونية جريئة ومكثفة لم تكن تمثل الطبيعة بل تستلهم روحها محوّلة مناظر الجبال والبحار إلى مساحات للتأمل العاطفي والبصري كانت الريشة واللون لغتها العالمية التي تخطت حواجز الكلمة.
بلغت مكانتها كفنانة عالمية ذروتها عند مشاركتها في بينالي "دوكومنتا" المرموق في ألمانيا عام 2012 حيث عرضت سلسلة من أعمالها التي لاقت ترحيباً نقدياً واسعاً وتوالت بعدها العروض الدولية في أبرز المؤسسات الفنية مثل متحف ويتني للفن الأمريكي في نيويورك والمتحف العربي للفن الحديث في الدوحة الذي أقام لها معرضاً استعادياً شاملاً تحت عنوان "إيتيل عدنان بكل أبعادها"، مؤكداً على تأثيرها المتعدد التخصصات.
لم يكن فنها منفصلاً عن أدبها بل كانا وجهين لعملة واحدة فلوحاتها هي قصائد بصرية صامتة وقصائدها هي لوحات كلامية نابضة بالألوان بهذه الرؤية الشمولية استحقت إيتيل أن تكون أيقونة فنية عابرة للحدود والثقافات.
رحلت إيتيل عدنان في باريس عام 2021 تاركةً وراءها إرثاً بصرياً وشعرياً لا يمحى وذكرى فنانة عالمية جعلت من اللون والكلمة وطناً للإنسان أينما كان.

















