الجزائرية التي ابهرت بيكاسو بفنها
وُلدت فاطمة حداد المعروفة فنياً باسم باية محي الدين في 12 ديسمبر 1931 في برج الكيفان بالجزائر فقدت والديها في سن مبكرة وترعرعت في كنف جدتها قبل أن تتبناها السيدة الفرنسية مارغريت كامينا وهي رسامة اكتشفت موهبة باية الخام في الرسم وشجعتها عليها.
في سن السادسة عشرة وفي عام 1947 قام التاجر الفني الباريسي "ما غ" بتنظيم أول معرض فردي لها في معرضه الشهير في باريس كان المعرض حدثاً صادماً للمشهد الفني الباريسي لوحاتها المائية التي اتسمت بألوانها الزاهية الجريئة وأشكالها العفوية المستمدة من عالم الطبيعة والمرأة والتراث الجزائري جذبت انتباه عمالقة الفن في ذلك الوقت.
ومن بين المبهورين بأعمالها، كان الشاعر السريالي أندريه بريتون الذي رأى في فنها تجسيداً للشعر والبراءة وكذلك الفنان هنري ماتيس لكن العلاقة الأكثر إثارة للاهتمام كانت مع بابلو بيكاسو في عام 1948 أمضت باية شهراً كاملاً في العمل في مختبر بيكاسو في "مادورا" بفرنسا، حيث شاركا اهتماماً مشتركاً في تشكيل الفخار والطين لم يكن تعاوناً تقليدياً، بل كان لقاءً إبداعياً ألهم كلا الفنانين؛ فأسلوبها "البدائي" والعفوي ترك أثره على نظرة بيكاسو الفنية بينما منحها العمل بقربه نظرة أوسع على العالم الفني.
توقفت باية عن الرسم لمدة عقد كامل بعد زواجها لتكرس نفسها لزوجها وأطفالها قبل أن تعود للرسم في عام 1963 واستمرت في الإبداع حتى رحيلها في 9 نوفمبر 1998.
اليوم تُذكر باية محي الدين ليس فقط كواحدة من أهم الفنانين التشكيليين الجزائريين في التاريخ بل كظاهرة فريدة استطاعت بقوة موهبتها أن تفرض نفسها على قلب الفن العالمي في باريس محتفظةً بطابعها الجزائري الأصيل في كل لمسة فرشاة.


























