يُعد الفنان السوداني حسين جمعان أحد أبرز رواد الحركة التشكيلية السودانية المعاصرة حيث نجح في صياغة هوية فنية فريدة جعلته علامة مضيئة في تاريخ الفن العربي والأفريقي.
تخرج جمعان في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم متأثراً في بداياته برواد الجيل الأول من الفنانين السودانيين شكّلت دراسته اللاحقة في الكلية الملكية للفنون في لندن منعطفاً حاسماً في مسيرته حيث بدأ البحث بعمق عن مشروعه الفني الشخصي متجهاً نحو استلهام الموروث السوداني الأصيل.
اشتهر جمعان بأسلوب يجمع بين التجريد والرمزية مُستلهماً بيئته السودانية بكل ثرائها وتنوعها تميزت أعماله بـ: استحضار رسوم الوشم التقليدية: والتي ظهرت فيها الأحرف العربية والكلمات بشكل مكثف معالجاً إياها معالجة تشكيلية.
وتأثير الرسوم البدائية: من خلال بناء أشكال قوية وصريحة للإنسان والحيوان مستوحاة من فنون الكهوف والنقوش القديمة.
ولغة بصرية مميزة: اعتمد على توزيع العناصر والرموز على مساحة اللوحة بشكل متكرر وإيقاعي مع منح كل عنصر استقلاليته البصرية.
لم يقتصر إبداع جمعان على الرسم والتصوير بل امتد ليشمل الطباعة والخزف والنحت كما كانت له إسهامات في الكتابة الشعرية والنقدية في لوحاته، سيطرت الدرجات اللونية الدافئة والصريحة (الترابية والحمراء والذهبية) التي تعكس طبيعة السودان وثقافته الجسرية بين أفريقيا والعالم العربي.
حصل الفنان على العديد من الجوائز التقديرية أبرزها جائزة "نوما" لرسومات الأطفال في اليابان عام 1999 والتي أصبح لاحقاً عضواً في هيئة تحكيمها تقديراً لمكانته.
رحل حسين جمعان عام 2020 بعد أن أرسى قواعد مدرسة فنية راسخة في استلهام الموروث محولاً الرموز والعلامات الشعبية إلى لغة تشكيلية عصرية تظل شاهدة على عبقريته كأحد أبرع من مزج بين الأصالة والمعاصرة في الفن السوداني.












