يعود أصل فكرة "الرسم على الظهر" إلى التجارب الفنية في أوائل السبعينيات حيث قدم الفنان المفاهيمي دينيس أوبنهايم (1938–2011) عمله المعروف "Two Stage Transfer Drawing" عام 1971 في هذا العمل استكشف أوبنهايم فكرة نقل الرسم عبر اللمس بين الاب و ابنه مع التركيز على دراسة حدود التواصل غير اللفظي وتحويل الإحساس الجسدي إلى تمثيل مرئي.
الفكرة الأصلية: أكثر من مجرد رسم في عمل أوبنهايم لم يكن الهدف الترفيه بل كان استفزاز أسئلة وجودية:
كيف تنتقل الصورة من عقل إلى آخر؟
ما دور الجسد كوسيط ناقل للمعرفة؟
كيف يتحول الإحساس اللامرئي إلى شكل مرئي؟
كان العمل تعليقاً على فشل التواصل وغموض العلاقات الإنسانية خاصة بين الأب وابنه.
مع مرور الوقت انتقلت هذه الفكرة من الإطار الفني المتخصص إلى المجال التربوي حيث استخدمت كلعبة جماعية لتعزيز العمل المشترك وتطوير مهارات التواصل ثم شهدت انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي خاصة على تيك توك حيث تحولت إلى تحدي تحت وسم #BackDrawingChallenge في هذا التحول أصبح التركيز على الترفيه والكوميديا مما أدى إلى فقدان العمق المفاهيمي الأصلي الذي ميز العمل الفني الأول
وهكذا شهدت هذه الممارسة تحولاً من استكشاف فني جاد يبحث في حدود الإدراك الحسي والتواصل الإنساني إلى نشاط جماعي ينتشر كموجة عابرة على منصات التواصل الاجتماعي هذا التحول يسلط الضوء على ظاهرة ثقافية أوسع حيث تعيد الوسائط الرقمية صياغة المحتوى الجاد وتقديمه في قوالب ترفيهية مبسطة مما يفتح التساؤل حول مصير المفاهيم العميقة عندما تنتقل من نطاقها النخبوي إلى الفضاء الشعبي الواسع.
