محمد راسم (1896 - 1975) رسام جزائري اشتهر بتخصصه في فن المنمنمات ويعد من الرواد الأوائل في مجال الفن التشكيلي بالجزائر ولد عام 1896 في حي القصبة بالجزائر العاصمة وسط عائلة تميزت بولعها بالفنون التشكيلية منذ طفولته أبدى اهتمامًا كبيرًا بفن المنمنمات وسرعان ما أتقنه ببراعة لافتة بفضل تشجيع ودعم أفراد أسرته كرس محمد راسم حياته لهذا الفن الذي كان سببًا رئيسيًا في نيله شهرة واسعة.
تمكن محمد راسم من إثراء التراث الفني للمنمنمات دون المساس بأصالته مع الحفاظ على التقنيات الجمالية التي تميز هذا الفن تميزت أعماله بالدقة الفائقة والصبر الكبير إلى جانب ثبات اليد في التنفيذ كما اتسمت بالشاعرية والجمال التعبيري، مع حرصه على اختيار الألوان بعناية فائقة.
في عام 1933 حصل محمد راسم على الجائزة الفنية الكبرى للجزائر بالإضافة إلى وسام المستشرقين مما ساهم في انتشار أعماله عالميًا عرضت لوحاته في مختلف أنحاء العالم وتم اقتناء العديد منها من قبل متاحف مرموقة مما أكد مكانته الفنية الدولية.
آمن محمد راسم بأن الفن يمكن أن يكون وسيلة للمقاومة فسعى جاهدًا لأن تحمل أعماله سمات الإبداع والعظمة والفخر معبرًا عن تاريخ الجزائر قبل الاستعمار ومتجسدًا لآمالها بعد الاستقلال كان هدفه إيقاظ كرامة الشعب الجزائري وإثارة غيرته وحنينه إلى ماضيه العريق. دفعته قناعاته العميقة، المستمدة من روح الحرية إلى الانخراط في خدمة وطنه وشعبه من أجل تصحيح التاريخ الذي شوهه الاستعمار.
عمل محمد راسم لسنوات طويلة كمدرس في معهد الفنون الجميلة وتم تجميع أعماله المنمنمة في عدة كتب منها "الحياة الإسلامية في الماضي" و"محمد راسم الجزائري" تمكن من تجاوز الأساليب التقليدية للمنمنمات الفارسية والتركية، التي تراجعت منذ القرن الثامن عشر، ليؤسس مدرسة جزائرية خاصة به في هذا الفن. كما كان له دور بارز في تكوين أجيال من التلاميذ الموهوبين الذين حافظوا على هذا التراث الفني وساهموا في إغنائه.
أضفى محمد راسم على فن المنمنمة طابعًا حديثًا مدمجًا فيه خصائص اللوحة التشكيلية المعاصرة مع تطبيق قواعد المنظور الأوروبي وتقنيات النظرية اللونية التي اشتُهر بها الفنان "سيزان".
توفي محمد راسم وزوجته عام 1975 في حي الأبيار في ظروف مأساوية وغامضة لم تُكشف تفاصيلها حتى اليوم يظل محمد راسم أحد أعظم فناني المنمنمات في القرن العشرين حيث ترك إرثًا فنيًا خالدًا يؤكد مكانته كرائد من رواد هذا الفن.








