May 22, 2025

كتاب “أينشتاين بيكاسو: المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى” – آرثر آي. ميللر

يقدم آرثر آي. ميللر، المؤرخ والفيلسوف المتخصص في تاريخ العلوم، قراءة مدهشة للتقاطع بين العلم والفن، من خلال سيرة متوازية لاثنين من أعظم العقول الإبداعية في القرن العشرين: ألبرت أينشتاين وبابلو بيكاسو. يركز الكتاب على الفترة التي شهدت أعظم إنجازاتهما: نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين عام 1905، ولوحة “آنسات أفينيون” لبيكاسو عام 1907. يُظهر ميللر كيف أن كليهما، رغم اختلاف مجاليهما، كانا يسعيان لفهم عميق للمكان والزمان والجمال، متأثرين بالتحولات الفكرية والثقافية في مطلع القرن العشرين. يُبرز ميللر كيف أن البيئة الثقافية والفكرية في تلك الفترة، بما في ذلك تأثيرات الفلسفة والرياضيات والفن، لعبت دورًا في تشكيل رؤى أينشتاين وبيكاسو. يُظهر الكتاب كيف أن الإبداع، سواء في العلم أو الفن، ينبع من تحدي المفاهيم التقليدية والسعي لفهم أعمق للواقع. من خلال هذا التحليل، يدعو ميللر إلى إعادة النظر في الفواصل التقليدية بين التخصصات، مؤكدًا أن الإبداع الحقيقي يتجاوز الحدود بين العلم والفن، ويعتمد على رؤية شاملة للعالم. للتحميل

كتاب “أينشتاين بيكاسو: المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى” – آرثر آي. ميللر Read More »

بين الذاكرة واللون

في أحد أعماله الحديثة، يواصل الفنان السعودي فهد خليف Art Fahad Kholaif بناء عوالمه البصرية المستلهمة من البيئة الحجازية، موثّقًا ذاكرة المكان وجمالياته من خلال لغة تشكيلية معاصرة تعبّر عن الحنين والانتماء والهوية. لوحة تمثل خلاصة مسار طويل من البحث في التراث البصري المحلي، وتحويله إلى منظومة رمزية تنبض بالحياة والدهشة. حين تتكلم الجدران لوحة أكريلك على لوح وبرواز خشب مقاس 60/60 سم إنتاج عام 2024م، تتكون من مجموعة من الأشكال المتجاورة والمركبة، تُمثّل واجهات منازل الحجاز القديمة، نوافذ، أبواب، ورواشين خشبية، تمتد في مشهد بانورامي يزخر بالتفاصيل، دون أن يفقد تماسكه البنائي. تتسلل أشجار بجذوعها النحيلة وأوراقها الخضراء، في أجزاء متعددة من اللوحة، وكأنها امتداد عضوي لذاكرة الطفولة والمكان. تنوع الألوان في أعمال خليف محكوم بحس بصري تناسق وانسجام: درجات الأبيض، البيج، والرمادي تشكل قاعدة هادئة، في حين تضيف لمسات وإيقاعات الأزرق والبني والبرتقالي بعدًا دراميًا خافتًا. لا صدام لوني في العمل، بل تناغم بصري وتوازن يشي بعمق التجربة التشكيلية لدى الفنان. تحليل فني: ذاكرة تتجلى في التكوين ينتمي العمل إلى المدرسة التعبيرية التجريدية ذات البعد السردي، حيث لا يسعى خليف إلى رسم الواقع كما هو، بل إلى إعادة تأليفه في بنية تشكيلية تنطلق من التجريد، لكنها لا تغادر روح المكان. هنا، يصبح المنزل الحجازي ليس مجرد بناء عمراني، بل رمزًا للشعور بالانتماء، ولرائحة الماضي التي تسكن الحجر والخشب. توظيفه للأشجار والنوافذ والفراغات ليس عشوائيًا، بل يندرج ضمن فلسفة فنية تمزج بين الشكل والمعنى. كل عنصر في اللوحة يحيل إلى بعد زماني أو شعوري، وكأن اللوحة خريطة ذاكرة شخصية وجماعية في آنٍ واحد. فهد خليف بين المكان والأسطورة، وُلِد على قمم جبال السروات ببلجرشي غرب السعودية، لكنه سرعان ما وجد في عموم الحجاز، بمدنه العتيقة مثل جدة ومكة، مصدر إلهام لا ينضب. منذ بداياته الفنية في التسعينات، عُرف بأسلوبه الذي يوظّف الرمزية المحلية والتقنيات المعاصرة. تمثل أعماله نسيجًا بصريًا يحاكي التراث العربي والإسلامي، لكنه لا يكتفي بتكراره، بل يعيد قراءته من منظور حداثي، يميل إلى التجريد دون أن يفقد الصلة بالجذور. عرض خليف أعماله في العديد من المعارض المحلية والدولية، ولا تزال تجربته تحظى باهتمام نقدي واسع، نظراً لقدرتها على الجمع بين الحنين والتجريب، وبين الخصوصية والانفتاح على الأساليب العالمية. موضوع يمشي بين الذاكرة والخيال، لوحة ليست مجرد صورة لبيوت قديمة، بل هي استحضار حي لذاكرة تتقاطع فيها الطفولة بالزمن، والواقع بالخيال، والمكان بالهوية. إنها دعوة للتأمل، لا في تفاصيل اللوحة فحسب، بل في علاقتنا كأفراد بجغرافيا نشأتنا وملامح أماكننا التي تسكننا بقدر ما نسكنها. د. عصام عسيري #اللوحةمقتنيات خاصة

بين الذاكرة واللون Read More »

د: فلاح شكرجي – النقد البناء

بقلم: د. فلاح شكرجي فنان وناقد تشكيلي/ جامعة صلاح الدين- اربيل جمهورية العراق   تنحو الدراسات النقدية المعاصرة منحى موضوعي في تحليلها للاعمال الفنية,كونها دراسات خاضعة لآليات تحليل وتركيب تتخذ من دائرة الابداع والوعي حيزا لاشتغالها, لذلك غدت مثل تلك الدراسات ذات قيمة فكرية وتأثير مكمل لتأثير الابداع ذاته واصبح للنقد لغة فائقة قادرة على تحليل لغة النصوص الابداعية , فالفنان (من وجهة نظر نقدية معينة) فرد يلخص وجدان امة ويعبّر عما تراكم فيه من قيمها وافكارها التي ينتجها بلغته الخاصة وبحسب طبيعة عمله الفني وادواته ومفرداته كبنية حاضرة لها قدرة على الابلاغ ومن جهة اخرى هو حر في التعبير والتشكيل والتاويل والتجريد والحذف او المبالغة والتفخيم, وتتصف الاعمال الفنية ولاسيما في الحداثة وما بعدها بكونها تبتعد بقدر او اخر عن المتداول والشائع مما اعتاد عليه التلقي,الامر الذي يعيق حالة ادراك الدلالة (المضمون) التي تختزنها الدوال (الاشكال). من اجل ذلك يغدو للنقد حضور فكري فاعل في العملية الابداعية من خلال رصد الدوال ضمن الاثر(العمل) الفني والكشف عن احتمالاتها الفكرية ضمن السياق (الاطار)الفكري المهيمن والمتفاعل مع ذلك الاثر وتحديد ملامح الخطاب(المعنى) الرمزي والكشف عن شيفرته بموجب المتداول والمتواضع عليه من افكار ومفاهيم بين الناس, وبذلك يغدو الارسال ما بين الفنان عبر الناقد وصولا للمتلقي افضل مما لو ترك المتلقي (أيا كان مستواه الثقافي) وجها لوجه مع لغة بصرية مشفرة يعجز عن ادراكها او ردم الفجوة التي تفصلهما عن بعض. ان حقيقة التفاعل الحيوي بين الابداع والنقد تمثلت في سلسة التحولات التي شهدها الفن نتيجة حركة التحولات الاسلوبية المتواصلة والمستمرة التي اوغلت في عزل المبدع عن المجتمع بدءا من الانتقال من تمجيد النموذج الطبيعي (المدرسة الكلاسيكية الجديدة) مرورا بالانزياح نحو الخيال(المدرسة الرومانتيكية) ومن ثم بالواقع الاجتماعي (المدرسة الواقعية) وما تلاه من عشق النور وجمال الطبيعة (المدرسة الانطباعية) ونقاء اللون (المدرسة الوحشية) والجذر الهندسي للشكل المرئي(المدرسة التكعيبية) وسحر الالة (المدرسة المستقبلية) وتأكيد الذاتي امام الموضوعي (المدرسة التعبيرية) وحركة التمرد العبثي(الدادا) والالتفاف على العقل للتعبير عن الفكر (المدرسة السوريالية) ومحاولة التعبير عن الضرورة الداخلية (المدرسة التجريدية) وصولا للمدرسة التجريدية التعبيرية الامريكية الجديدة وما ينضوي تحتها من تيارات فنية بصرية من امثال فن التنصيب, فن الارض, فن الفيديو, وفن الجسد والتي غيرت مفاهيم الفنون البصرية في عصرنا الراهن الى حد بعيد. وفي كل ذلك ظل النقد ملتزم بدورين فاعلين واساسيين هما: التفسير والتقويم,ومن الطبيعي انهما متلازمين في دائرة الاشتغال ومسارات الفكر, فالناقد لايمكن ان يقّوم ما لا يجد له تفسير, وهو ان سعى لتفسير العمل الفني فسيكون قد اكسبه قيمة مضافة, وطبيعي ان يكون القيام بهما على انحاء كثيرة ومتباينة فلكل ناقد رؤيته التي يتبناها في تعامله مع النص, وهذا الامر ليس بالهين بالنسبة لدائرة التلقي ويتطلب استيعابه التعرف على الاتجاهات الرئيسية للنقد والتي ينبهنا كل منها الى جوانب مختلفة من العمل الفني, فمنها ما يؤكد اصول العمل او المجتمع الذي عاش فيه الفنان او تاثيرات العمل على نفسية الفنان او التاكيد على الاهتمام الباطن للبنية الفنية وهي كالتالي: النقد الكلاسيكي: اعتمد هذا النقد من مطابقة الواقع معيارا له وعلى وفق مباديء العصر اليوناني سواء في ادابه او فنونه البصرية وقد وضع اعلام هذا الاتجاه النقدي قواعد مفصلة وشمولية وصارمة ولم تكن تتقبل التجريب والتجديد, أي انه اسلوب نقدي محكوم بالتراث من ذلك نجد ان البعض يظل حبيسا ضمن نهج ابداعي معين مهما مضت عليه السنون ولايستشعر معطيات الجمال في أي الانساق الابداعية الجديدة والمشاكسة والتي تسعى لتكريس تمردها وهويتها. النقد السياقي: اعتمد هذا النقد الظروف التي ظهر فيها العمل الفني كالبيئة والجنس والحقبة, لذلك يُعّد نوعا من البحث في الاطر التاريخية والاجتماعية والنفسية والمعاشية للفن وان الاعمال الفنية تعد نواتج اجتماعية وتعكس سمات السياق العام الذي ينتمي اليه الفنان, وتاريخيا يؤشر ان السياقيون ينظرون للفن على انه ظاهرة تجريبية ضمن الظواهر الاخرى والحقيقة ان فكرة السياق ذاتها تعد من اقوى افكار القرن التاسع عشر اصالة واعظمها تاثير لكونها ترمي لدراسة الفن من خلال اسبابه ونتائجه وعلاقاته المتبادلة وان للفن حياة اجتماعية, ومن المهم ان نعلم ان الصفة الفكرية للقرن التاسع عشر ذات اتجاه تاريخي وان الكثير من مفكريه وعلماؤه البارزين كانو يدرسون وقائع ابحاثهم على وفق الطريقة المنشأية أي من خلال اصولها, وكذلك فأن محاولات المفكرين في جعل النقد علميا باعتبار ان العلم ارفع منجزات العقل البشري قد اثرت تأثيرا كبيرا على ظاهرة النقد إذ درست العديد من الظواهر بصورة علمية كالسلوك الفردي والاجتماعي من خلال الظواهر النفسية وكالدين باعتباره ظاهرة اجتماعية(على حد زعمهم) ولفض الاشتباك الفكري بين النقاد وارائهم الذاتية سعى النقاد للتعامل مع الفن بعدّه ظاهرة علمية, ويعد المنهج الماركسي ونظرية تين في النقد الاجتماعي وتيار الفرويديون ما اهم نماذج النقد السياقي. النقد الانطباعي: نشأ هذا الاتجاه النقدي في مطلع القرن العشرين كرد فعل على الثغرات التي لم تعالج في النقد السياقي وما مقولة (اوسكار وايلد بان: الفن انفعال) الا دليل على الرغبة في الافلات من الصفة الموضوعية والتاكيد على الجانب الذاتي للفن وبالتالي النقد وهذا ما يؤكده (اناتول فرانس بقوله اننا لايمكن ان نخرج عن انفسنا) وبالتالي تحدد النقد بموقف الناقد من العمل الفني ومدى انفعاله تجاهه بمنتهى الحرية دون اللجوء لأي نوع من القواعد ودون الاكتراث بالمحركات السياقية بالتالي تحول النقد الى تدفق انفعالي صرف. النقد القصدي: اتجاه نقدي نشأ كرد فعل لما تداعى عن النقد الانطباعي من طروحات فكرية ويسعى هذا الاتجاه الى تقصي ما يرمي اليه المبدع من عمله الفني والدافعية التي جعلته يشكل عناصره بالكيفية التي نراها عليه, وتعد النظرية القصدية في النقد دعوة للتعاطف الجمالي مع العمل وعدم التعامل معه بروح غريبة عن روح الفنان, لكن ما يؤخذ على هذه النظرية استحالة التوصل الى المخطط الذهني للفنان وهدفه الذي رام تحقيقه. النقد البنيوي/السيميائي: اعتمد هذا الاتجاه النقدي على مبدأ رؤية الشيء بذاته والتركيز على الطبيعة الباطنية الذاتية للعمل وتجنب كل ما هو خارجه كالقواعد التي يحاكم العمل بموجبها او الظروف التي تؤطر التجربة الفنية او المجتمع الذي عاشه الفنان او التاكيد على مشاعر الناقد او الهدف الذي يسعى الفنان لتحقيقه , أي ان النقد الحديث هاجم كل الاتجاهات النقدية الاخرى وتوافقت اراؤه مع الحركة الشكلية في النقد ولا سيما طروحات دي سوسير وريتشارد بيرس في الالسنية وجماعة الشكلانيين الروس والدعوة الى فحص النصوص من الداخل وكشف علاقات العناصر ضمن بنية العمل الفني والسعي لكشف حركة العلامة من حيث تاثيرها النفسي او اشتغالها ضمن الاطار الثقافي العام بعيدا عن ثقافة المنتج او تاريخانية النتاج. النقد التداولي: اتجاه نقدي يجمع بين تحليل ظروف الخارج وعلاقات الداخل , اي فحص النصوص الابداعية على وفق رؤية شمولية تكاملية تؤكد

د: فلاح شكرجي – النقد البناء Read More »

error: Content is protected !!