بصمات سعودية

فايع الالمعي

في عالم الألوان والفرشاة، حيث تتحول الأحاسيس إلى لوحات، يبرز اسم فايع الألمعي كواحد من أبرز الفنانين التشكيليين السعوديين الذين استطاعوا ترك بصمة خاصة في عالم الفن.ولد في أبها جنوب المملكة العربية السعودية عام 1974م تميزت مسيرته الفنية بالإصرار والتفاني، حيث بدأ موهبته منذ الصغر، ليتطور إبداعه عاماً بعد عام، ويحصد العديد من الجوائز والتكريمات من بينها جائرة عزيز ضياء للبورتريه في نسختها الثانية عام 2018م والتي أثبتت تميزه وفرادته. استطاع فايع الألمعي أن يدمج بين أصالة التراث وحداثة الفن، معبراً عن روح البيئة الجنوبية التي نشأ فيها، ليكون بذلك سفيراً للفن السعودي في المحافل المحلية والعربية. بلمسات فرشاته الساحرة، وخطوطه المعبرة، كتب فايع الألمعي فصلاً مميزاً في سجل الفن التشكيلي السعودي، ليظل اسمه متألقاً كفنان مبدع استحق عن جدارة لقب “المتميز”.

فايع الالمعي Read More »

فهد الحجيلان

عاشق الألوان الذي حوّل البساطة إلى قصيدة بصرية وُلد في بلبيس المصرية (1957)، لكنّ روحه تشكّلت بين رمال الرياض وضباب جدة. بدأ حياته رساماً صحفياً لـ 17 عاماً، يخطّطُ بأحبار الجرائد مشاهدَ اليوميّ، قبل أن يهجرُ الأبيضَ والأسودَ إلى عالمٍ أكثرَ اتساعاً. مِنَ الصحافة إلى التشكيل: بعد أن علّمَ التربيةَ الفنيةَ لأطفالٍ يحملون أقلام التلوين، أسّس مع رفاقه “جماعة الرياض للفنون”، ليصبحَ أحدَ أبرزِ وجوهِ المشهدِ التشكيليّ السعوديّ. لوحاته.. بكاءٌ وصفيحٌ ورياح: في معارضه مثل “بكاء الألوان” (2005) و”سنوات الصفيح” (2013)، حوّلَ البساطةَ إلى فلسفةٍ تشكيليةٍ، وكأنّما كان يرسمُ ذاكرةَ جيلٍ بكاملِه على القماش. جسّادٌ بين القارات: مثّلَ السعوديةَ في بينالي شنغهاي (2010) ومعارضَ من الأرجنتين إلى فرنسا، حاملاً معه روحَ الصحراءِ في كلّ لوحة. الجوائز الجائزة الأولى في المعرض السعودي للفن المعاصر عام 1980م. جائزة معرض المقتنيات عام 1982م.[ جائزة مسابقة السفير الثانية عام 2007م رحلَ فجأةً (2018) تاركاً وراءه إرثاً يقول: “الفنُ الحقيقيّ لا يحتاجُ إلى تعقيدٍ.. يكفيهِ قلبٌ يرى الجمالَ في التفاصيلِ الصغيرة”. يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025

فهد الحجيلان Read More »

أحمد ماطر

بين محاضرات التشريح في “جامعة الملك خالد”، كان يختبئُ فنانٌ يبحث عن مساحةٍ بين الألوان. هكذا بدأت رحلةُ الطبيبِ الذي حوّلَ مرسمه في “قرية المفتاحة” (1999) إلى مختبرٍ لإعادةِ تشكيلِ الوعي البصريّ السعوديّ. مِنَ المشرط إلى الريشة: أسّس مع رفاقه “جماعة شتا” التي أثارت الجدلَ بمعارضها (2005)، وكأنّما كان يجرّبُ على القماشِ ما تعلمه مِنْ تشريحِ الجسدِ والأفكار فنانٌ يكتبُ التاريخَ بلمساتٍ معاصرة: يُعيدُ في لوحاته (مثل “أشعة 2003” التي اقتناها المتحف البريطاني) تفسيرَ التحولاتِ السعوديةِ والتراثِ الإسلاميّ بِعُيونٍ جريئة. حتى أنَّ “طريق الحرير” الذي رسمه هديّةً من ولي العهد للصين (2016)، لم يكنْ مجرّد لوحةٍ بل رسالةً ثقافيةً بخطوطٍ عابرةٍ للقارات. بصماتٌ لا تُمحى: كأولِ رئيسٍ لـ”معهد مسك للفنون” (2017)، حوّلَ شغفه إلى منصةٍ لإطلاقِ مواهبَ سعوديةٍ نحو العالم. تُوّجَ بجوائزَ مثل “الإبداع الثقافي” في الكويت، ووضعته “بيزنس العربية” (2009) بين أبرزِ الشخصياتِ الفاعلة. ماطرُ ليسَ فناناً عادياً؛ إنّه “حكّاءُ التحولات”، يُمسكُ بفرشاتهِ ليحكيَ قصصَ وطنٍ يتجدّدُ تحتَ ضوءِ الفنّ. الجوائز والتكريم اختير عام 2009 في قائمة مجموعة «بيزنس» العربية كأبرز الشّخصيات العربية المؤثرة في العالم. اختير عام 2016 لرسم لوحة «طريق الحرير» ليُهديها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود للرئيس الصيني، لتُجسد عمق علاقة المملكة بالصين. حصل على جائزة «الإبداع الثقافي» من مبادرة تكريم في الكويت عام 2018

أحمد ماطر Read More »

نهار مرزوق

نهار مرزوق: ألوان تُجسّد روح الحجاز وطموحًا عالميًا في معرضه السابع “سياق” (نوفمبر ٢٠٢٣)، قدّم الفنان التشكيلي نهار مرزوق (مكة ١٩٧٠) ٢٥ لوحة جدارية تجسّد هوية المدن السعودية وتاريخها، من مكة وجدة إلى العلا والرياض، عبر ألوان صحراوية وأشكال معمارية تُحيي طريق الحرير والبخور. رحلة فنية بين الأصالة والعالمية بعد ٣٠ عامًا من العطاء، يلخّص مرزوق فلسفته: “الفن وليد البيئة… واكتشفت أن الإنسان ابن بيئته”، مشيرًا إلى رحلاته من الخليج إلى فرنسا، وتأثّره بتراث الحجاز الذي يظهر في “الرواشين” و”القباب الإسلامية” بألوان تُجسّد حجر المنقبي ورمال الربع الخالي. “سياق”: مدنٌ تتحدث بلونٍ وإرث يبرز المعرض الأزياء الحجازية وتنوعها الثقافي، ويربط الماضي بالحاضر عبر مسارات تجارية تاريخية. يقول عن دور الفن: “تناولتُ أسواق المدن كعصبٍ للحياة الاقتصادية… لخدمة رؤية ٢٠٣٠.” ويضيف عن شغفه بالحج: “اجتماع الناس في المواسم دلالة على السلام وسمو الروح الإنسانية.” طموحٌ لا يعرف الحدود رغم التحديات القديمة في توفير المواد الفنية، يطمح مرزوق اليوم لـ “منصة منفتحة للجميع… تعرض أعمالي في كل العالم”. من مقتني أعماله: مطارا جدة والرياض، ووزارتي الثقافة والتربية. “الإبداع الجميل يلهمني، والاطلاع على تجارب العالم يصقل لوحاتي.” — نهار مرزوق — خاتمة بفرشاة تخلط تراب الصحراء بألوان الحضارة، يوثّق مرزوق هوية المملكة في لوحاتٍ تتنفس أرواح مدنها… فنانٌ يجعل التراث سياقًا حيًا للإبداع المعاصر. المصدر : مجلة الرجل

نهار مرزوق Read More »

سليمان باجبع

هوية فنية أصيلة بروح معاصرة يُعد الفنان التشكيلي السعودي سليمان باجبع من أبرز الأسماء التي استطاعت أن تمزج بين الجذور الفنية المحلية وروح الحداثة التعبيرية، عبر مسيرة غنية امتدت منذ السبعينات وحتى اليوم. تنقل باجبع بين حركات الفن الحديثة والمعاصرة من الواقعية والتاثيرية والتعبيرية ومرّ بالتكعيبية ووصولا للتجريدية بأسلوب خاص جعله ذا أسلوب مستقل في الرؤية والتكوين والطرح الفني. ورغم تواضعه وبُعده عن الصخب الإعلامي، فقد ظل مؤثرًا، كفنان ومعلم ومثقف، في المشهد التشكيلي السعودي والعربي. نُفذت هذه اللوحة بأسلوب تكعيبي بخامة الأكريليك على قماش الكانفاس (30×40 سم)، وهي تصور وجهًا نسائيًا مبسطًا، يتداخل فيه التعبير الرمزي مع التكوين الهندسي، في بنية تشكيلية تجمع بين الحدّة والتناسق، وبين الشاعرية والحزن المكثف. الوجه يتجزأ إلى قسمين متقابلين سيميتريا كطبيعته، تتناوب فيهما الألوان الحارة والباردة، ما يعكس ثنائية نفسية وحالة وجدانية مركبة. العيون الواسعة الداكنة، وهي محور التعبير في اللوحة، تعكس تأملًا ساكنًا وموجعًا، ويتدلى من إحداها دمعة زرقاء، في تعبير مباشر عن الأسى. الخلفية محملة بمثلثات متكررة، تُشبه الأرابيسك الهندسي، لكنها في صياغة حديثة، ما يربط هذا العمل بالتراث الإسلامي والزخرفة العربية، دون أن يكون توظيفًا مباشراً. بتحليل العمل بصريا حسب النقاط التالية: 1. البنية التركيبية والتكوين يعتمد باجبع على تقسيم الوجه باستخدام خطوط سوداء كثيفة تحدد المساحات، وتجعل التكوين يبدو كموزاييك تعبيري. تنقسم اللوحة إلى مستويات لونية منظمة، ما يشبه تقسيم الفُسيفساء، لكن بروح تجريدية معاصرة. 2. اللون والرمز الألوان الحارة (البرتقالي، الأحمر، الأصفر) تُعبّر عن الصدمة، القوة، والحنين. الألوان الباردة (الأزرق، الفيروزي) توحي بالحزن والدموع والذاكرة. الشعر الذهبي المسدل كستار يرمز للأنوثة، لكنه مرسوم بخطوط مكررة تُوحي بالثقل وتأكيد لقيم الجمال. 3. التعبير البصري للعيون العينان تشكلان مركز العمل، لكنهما ليستا متطابقتين، ما يعكس اضطرابًا داخليًا أو انقسامًا نفسياً في أداة البصر وأساس البصيرة. وتكرار الأشكال حول العينين (مثل الشرائط والخطوط العمودية) يوحي بالاحتجاز، كأن الشخصية خلف قناع أو سجن بصري. 4. العناصر الهندسية المثلثات والزوايا في الخلفية والأمامية تمثل مزيجًا من: الإيقاع البصري المنتظم (الزخرفة). دلالات رمزية (المثلث بوصفه رمزًا للهوية الروحية، والتوازن بين البداية والوسط والنهاية). هذه اللوحة بتكعيبيتها وإن بدت تجريدية في شكلها، إلا أنها مشبعة بالتعبير النفسي والوجداني، وتقدم قراءة صامتة لألم وتحطّم داخلي مع تماسك خارجي في قالب بصري ساحر. إنها ليست فقط تصويرًا لامرأة، بل لبُنية الهشاشة والقوة التي تتقاطع داخل الإنسان المعاصر، خصوصًا المرأة في المجتمعات التقليدية. القيمة البصرية في العمل ناتجة عن صراع هادئ بين التزيين والتألم، بين التجميل والإفصاح، وهذه مفارقة يتقنها باجبع، وتمنحه خصوصية في أسلوبه التعبيري. كما أن استعماله للأكريليك بحرفية واضحة في التدرج اللوني والملمس يعطي اللوحة طاقة خامًّا غير مصقولة، تزيد من صدقها الفني. سياق العمل في مسيرة الفنان باجبع إذا نظرنا إلى هذه اللوحة التي أنتجها عام ٢٠٢٠م ضمن مسيرة الفنان، نجد أنها تحمل تطورًا واضحًا عن مراحله السابقة التي كانت أكثر قربًا من الرمزية الواقعية، وتظهر هنا نقلة نحو التجريد الرمزي المكثف. على عكس لوحاته الأولى التي انشغلت بالخيل والحروف والمناظر الشعبية، فإن هذا العمل أكثر انكفاءً على الذات. هناك نضج في التعبير والتبسيط البصري، إذ أصبح الفنان يُلمّح بدل أن يُصرّح، ويترك للمتلقي مساحة أكبر للتأويل. السيرة والمكانة الثقافية للفنان سليمان باجبع ولد الفنان سليمان أحمد باجبع Suliman Bajabaa في جدة عام 1955، ودرس في معهد التربية الفنية بالرياض عام 1976، ثم نال البكالوريوس من جامعة أم القرى عام 2000. جمع بين التجربة التربوية والثقافية والإبداعية، حيث عمل معلمًا للفنون ثم مشرفًا على المعارض والأنشطة الفنية، وشارك في تأسيس ونشر الحراك التشكيلي بجدة والمنطقة الغربية في معارض فردية وجماعية بجمعيات الثقافة والفنون ورعاية الشباب والصالات الأهلية. من أبرز مشاركاته الدولية: معارض في ألمانيا، المكسيك، الولايات المتحدة، المغرب، الكويت، الأردن، الهند، وتونس. حاز جوائز محلية ودولية، منها ميداليات ذهبية وفضية، ومراكز متقدمة في معارض كبرى مثل معرض فناني المرسم بجدة، وبينالي الكويت. يُعد من الفنانين الذين تركوا بصمة مزدوجة: إبداعية وتربوية، حيث درّب أجيالًا من الفنانين، ونقل إليهم خبرته وخياله وسعة رؤيته. ختاما، بتجريد الباكية أمام مرآة التكعيب قدّم لنا باجبع وجهًا لا نعرفه، لكنه يشبهنا جميعًا عندما نتحطّم من الداخل ونتماسك من الخارج، بدمعة صامتة وألوان منفعلة متناقضة. إنها ليست فقط لوحة، بل مرآة حادة لكل ما نخفيه خلف الوجوه. هذا العمل يثبت أن الفنان لا يحتاج إلى مساحات ضخمة أو زخارف مبهرة ليُحدث الأثر بل يكفيه صدق التعبير، كما فعل هنا. # د. عصام عسيري العمل #مقتنيات_خاصة

سليمان باجبع Read More »

عبدالله حماس

عبدالله حماس

حكّاء التجريد وراوي الجنوب بصريًا بقلم د. عصام عسيري في المساحة الممتدة بين الضوء واللون، بين الشكل والرمز، تلمع تجربة الفنان التشكيلي السعودي عبدالله حمّاس بوصفها ملحمة تشكيلية متواصلة، لم تخضع لصخب الاتجاهات العارضة، بل نحت لنفسه مسارًا أصيلًا يستلهم من البيئة الجنوبية روحها العربية الصافية، ومن تجريد الحداثة أدواتها، في مزيج قلّ نظيره. وُلد عبدالله حمّاس Abdullah Hammas في خمسينيات القرن الماضي في قرية آل عاصم، الواقعة في خاصرة جبال عسير، حيث يشكّل اللون جزءًا من المشهد اليوميّ، وتغدو الزخرفة لغة حيّة تتنفس في المعمار واللباس وذاكرة الأشياء. من هذه الطبيعة الجبلية، الغنية بتشكيلاتها وعناصرها، تشبعت عين حمّاس الأولى، قبل أن يتحوّل هذا التشكيل الفطري إلى مشروع بصري واعٍ، صاغه على امتداد أكثر من نصف قرن. بين البدايات والتمكّن تخرج حمّاس من معهد التربية الفنية بالرياض مطلع السبعينيات، وكرّس بعدها حياته بين الرسم والتعليم، ليكون ممن مزجوا بين التجربة الإبداعية والممارسة التربوية. وخلال رحلته، أقام أربعين معرضًا شخصيًا ومئات المشاركات الجماعية في السعودية والخليج والوطن العربي والعالم، بدأها عام 1974، متنقلًا بين الرياض والقاهرة، الرباط ولندن، دبي وباريس والمغرب، ناقلًا بصوته اللوني الحكاية العسيرية والحجازية وعموم السعودية وجزيرة العرب إلى الفضاءات العالمية، ونال على جوائز مرموقة وتقدير عالي. في أعماله الأولى، تظهر ملامح من الواقعية الرمزية، تتخللها أشكال إنسانية وزراعية تمثل الحضور الجنوبي الريفي، ثم سرعان ما تطورت لغته البصرية إلى تجريد رمزي يستند إلى اختزال الشكل وإعادة صياغته ضمن بناء هندسي محكوم بقوانين التوازن والتناغم والتكرار والإيقاع. هوية تشكيلية نادرة ليس التجريد عند حمّاس مجرد ميل أسلوبي، بل موقف بصري وروحي. في لوحاته، تغدو الزخارف خطوطًا وألوانًا في مساحات حيوية تتراقص داخل فراغات مقصودة، وتتحول الأشكال الأنثوية إلى رموز أيقونية تُكرّر حضورها لا للتماثل، بل لتأكيد الذاكرة. في تجربته، نجد تأثيرات متقاطعة من الحركات التكعيبية (جورج براك، بيكاسو)، ومن بساطة موندريان وموسيقى كاندنسكي وأسلوبية بول كلي، لكنه لم يكن مقلدًا ولا تابعًا لحركة أو فنان ما، بل مزج تلك الروافد والتجارب بأسلوب شخصي يجمع بين الإيقاع الهندسي وروح القَطّ العسيري، بين صرامة الشكل وصفاء اللون وطاقته. اللون كبطاقة هوية الألوان في أعمال عبدالله حمّاس ليست تزيينية، بل تحمل دلالة حضارية ووجدانية، فالبرتقالي والأحمر والأصفر تستدعي المنازل الملوّنة جنوب المملكة، بينما يغدو الأزرق ظلًا جبليًا وكأنه يعزل بدائرة الألوان، ألوان تعمّق الإحساس بالشكل والفراغ والحضور الروحي. أما في معرضه الأربعين، فقد اختار أن يعبر كامل تجربته بلونين فقط: الأبيض والأسود، في تحدٍّ لفكرة “اللون كهوية”، مستعيضًا عنه بـ”الشكل كذاكرة”. في هذا المعرض الذي حمل عنوان “بين الأبيض والأسود”، بدا حمّاس أكثر هدوءًا من ذي قبل، أقرب إلى الموجز البليغ، حيث تتداخل الحِدّة الخطية مع الانسيابية المتقشفة، مشكلًا بذلك نوعًا من الصمت البصري، أشبه بتأمل تأخيري لتجربة عميقة. الناقد والمعلم.. حضوره الثقافي لا يقتصر عبدالله حمّاس على أعماله فقط، بل تعداها إلى دوره التأسيسي في المشهد التشكيلي السعودي؛ فقد ترأس لجانًا، وأدار بيوتًا للفن، وأشرف على معارض وورش عمل، وأسهم في ترسيخ المفاهيم التشكيلية في المجتمع المحلي. وقد احتفظت مؤسسات ثقافية وشخصيات كبرى في السعودية وخارجها بأعماله، ومنها: قصر اليمامة، قصر السلام، مطار الملك عبد العزيز، إضافة إلى متاحف عربية وأوروبية. الرمز والبساطة.. في قلب الحداثة يُقابل الفن المعاصر غالبًا بإفراط في التأويل أو غموض في التكوين، إلا أن أعمال حمّاس تمضي عكس هذا التيار، إذ توازن بين العمق الرمزي والبساطة الشكلية، لا تُغلق باب التأويل، لكنها تُبقيه مشرعًا على معنىً متكرر، أشبه بمنمنمة شعرية تتكرر في قصيدة طويلة. في أعماله، تلوح المرأة، البيوت، الجبال، الخطوط، الأبواب، والمدرجات الزراعية – جميعها رموز حاضرة في الوعي الجمعي الجنوبي، لكنها تتجرد من تفاصيلها لتغدو علامات تشكيلية خالدة، تحمل طيفًا من الذاكرة ولا تنتمي إلى لحظة واحدة. ختاما، في مسيرة عبدالله حمّاس نعاين التشكيل كفعل وجداني متصل بالهوية، وكأداة تعبير تتجاوز اللحظة إلى “الأثر”. لقد صنع حمّاس من تجربته مرآة لجزيرة العرب، وصوتًا ناطقًا باسم الصحاري والجبال والأسواق والبيوت القديمة، لكنه لم يحبس نفسه في الإقليم، بل جعل من المحلية نافذة على العالم. هو واحد من أولئك القلائل الذين لم تلههم الحداثة عن أصالتهم، بل جعلوا من الحداثة وسيلة لتمجيد التراث، ومن التجريد أداة لقول ما لا يُقال بالكلمات. عبدالله حمّاس، باختصار، ليس مجرد رسام.. بل راوي الجنوب بصوتٍ بصريّ فريد. الصور من معرض الفنان الاربعين بنايلا قالري الرياض يناير ٢٠٢٥ # د/عصام عسيري

عبدالله حماس Read More »

مفرح علي عسيري

سيمفونية الألوان الفنان مفرح علي عسيري يُعدّ من أبرز روّاد الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، وخصوصًا في منطقة عسير. وُلد في مدينة أبها عام 1376هـ (1956م)، وتخرّج من معهد التربية الفنية بالرياض عام 1396هـ، ليبدأ مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، حيث شارك في معظم المعارض التشكيلية المحلية منذ عام 1976م، بالإضافة إلى معارض دولية بارزة مثل معرض الجائزة الدولية الكبرى للفن المعاصر بمونتيكارلو في فرنسا، ومعرض الفن السعودي المعاصر بالقاهرة ولندن، ومعرض 25 فبراير بالكويت، ومعرض الحرف في بيت لوزان بالكويت، وبينالي الشارقة الدولي للفنون التشكيلية. تميّزت تجربة الفنان مفرح عسيري بتوظيفه المبتكر للخامات المتنوعة، مثل القماش وخيوط الصوف وقصاصات الورق، في أعماله الفنية التي اتخذت طابع “الكولاج”، مما أضفى على لوحاته طابعًا مسنديًا يجمع بين الخامات في وحدة موضوعية وإيقاع متنوع. استلهم مفرح عناصر من البيئة العسيرية، مثل الزخارف التراثية والعمارة التقليدية، ودمجها مع الحروف العربية في أسلوب تجريدي يمزج بين التأثيرية والتعبيرية، مما منح أعماله طابعًا فريدًا يعكس رؤيته الفنية الخاصة. كما أن استخدامه للحرف العربي في أعماله، مثل المجسم الجمالي الذي نفذه في مدينة أبها عام 1407هـ والذي يعبر عن السجود لله، يُظهر اهتمامه بالهوية الثقافية والدينية، رغم أن هذا المجسم أُزيل لاحقًا بسبب التوسعة في الطريق. مكانته الثقافية والمجتمعية يحظى مفرح عسيري بمكانة مرموقة ويُحتفى بتحربته في الثقافة والفنون في الساحة التشكيلية السعودية، حيث كرّمته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بعسير، بالتعاون مع معهد مسك للفنون الذي أدرجه ضمن قائمة جيل الرواد، نظير ما قدمه للساحة التشكيلية المحلية والعربية من عشرات المشاركات في المعارض الثقافية، وتم تقديم مجسم يخلد اسمه ودوره المجتمعي. بالإضافة إلى إسهاماته الفنية، شارك عسيري في العمل التطوعي، حيث حاز على المركز الثالث في جائزة “تعزيز” للعمل التطوعي عن فئة الأفراد على مستوى منطقة مكة المكرمة، نظير مشاركته في المبادرة الوطنية التطوعية “قائمتي أسهل للمكفوفين”، التي تهدف إلى دمج فئة المكفوفين مع المجتمع من خلال توفير قوائم شراء مكتوبة بلغة برايل. خلاصة، تجربة مفرح عسيري الفنية تُعدّ نموذجًا للتفاعل بين الفنان وبيئته، حيث استطاع أن يُعبّر عن الهوية الثقافية والتراثية لمنطقة عسير والبلدان العربية من خلال أعماله الفنية المتنوعة. كما أن مشاركته في العمل في التعليم والنشاط التطوعي تُبرز التزامه المجتمعي ورغبته في إحداث تأثير إيجابي يتجاوز حدود الفن. الصور #مقتنيات_خاصة # د/عصام عسيري

مفرح علي عسيري Read More »

error: Content is protected !!