عودة الأم إلى البيت” (1863)

هذه اللوحة تحمل عنوان "عودة الأم إلى البيت" (1863)

للفنان النمساوي فرديناند جورج فالدملر.

في مقدمة المشهد، تبرز الأم بوجهها المرهق وعينيها المنكسرتين نحو العتبة، تحمل على ظهرها سلة خشبية يجلس فيها احد اطفالها،

بينما تمتد أيادي صغارها من حولها في لهفة واحتفاء. إنها صورة للأمومة بوصفها حملًا دائمًا، ليس جسديًا فقط، وانما عاطفيًا وروحيًا، إذ تجمع أطفالها حولها مثل قمر صغير يجذب أفلاكه.

ملامحها الصامتة تقول الكثير: إنها القوة التي لا تُرى، والدفء الذي يعود معه البيت إلى الحياة.

أما الخلفية، فجبال مترامية وبساتين غنية بضوء النهار، كأن الطبيعة كلها تنحني لتشهد هذه العودة البسيطة. الضوء ينساب من وراء القمم ليعانق جسد الأم، فيغدو حضورها امتدادًا للمنظر الطبيعي نفسه.

في زمنٍ كانت فيه أوروبا تبحث عن البطولة في وجوه الجنود والملوك، جاء فالدملر ليجعل من الأم الريفية البسيطة بطلة الأبدية، ومن خطواتها المرهقة على العتبة لوحة خالدة .

error: Content is protected !!