شمشون ودليلة

يتمحور هذا العمل الفني حول قصة شمشون ودليلة، وهي إحدى أشهر القصص التوراتية.

صورها الفنان الإسباني خوسيه إتكسيناغوسيا (1844-1912) بأسلوب أكاديمي كلاسيكي، مع لمسات من الحركة الفنية الاستشراقية التي كانت رائجة في القرن التاسع عشر.

كان شمشون قاضيًا من بني إسرائيل، وقد وهب قوة خارقة لا مثيل لها، شرط ألا يحلق شعره أبدًا، لأنه كان "نذيرًا" للرب منذ ولادته.

استخدم شمشون هذه القوة في محاربة الفلسطينيين، أعداء بني إسرائيل، وألحق بهم هزائم كبيرة.

من أشهر أفعاله أنه قتل أسدًا بيده العارية، وأنه قتل ألف رجل من الفلسطينيين بفك حمار. دليلة والخيانة

لم يتمكن الفلسطينيون من هزيمة شمشون بقوتهم العسكرية، فلجأوا إلى حيلة أخرى. عرضوا على امرأة تُدعى دليلة، كانت تعيش في وادي سورق وكان شمشون يحبها، مبلغًا كبيرًا من المال مقابل أن تكشف لهم سر قوته.

في النهاية، وبعد إلحاح شديد من دليلة، لم يستطع شمشون مقاومة حبها، فكشف لها سره الحقيقي، وقال لها إن قوته تكمن في شعره الطويل، وإن حلقه سيجعله يفقد قوته ويصبح مثل أي رجل آخر.

استغلت دليلة هذه الفرصة، وعندما نام شمشون على ركبتيها، قامت بحلق شعره.

قام الفلسطينيون بقلع عيني شمشون وأخذوه أسيرًا إلى مدينة غزة، حيث وضعوه في السجن وأجبروه على طحن الحبوب، وهو عمل كان مخصصًا للحيوانات أو العبيد.

في أحد الأيام، احتفل الفلسطينيون في معبد إلههم "داجون"، وقرروا أن يحضروا شمشون للسخرية منه.

تجمع الآلاف في المعبد لمشاهدته. طلب شمشون من الصبي الذي كان يقوده أن يتركه يتكئ على الأعمدة الرئيسية للمعبد.

تضرع شمشون إلى الرب أن يعيد له قوته لمرة أخيرة، ثم دفع العمودين بكل ما أوتي من قوة، فانهار المعبد على كل من فيه، ومات شمشون مع جميع الفلسطينيين الموجودين، فكان عدد الذين قتلهم في موته أكثر من الذين قتلهم في حياته.

error: Content is protected !!