
رائد التشكيل الليبي الذي حفظ تراث بلاده
وُلد الفنان عوض عبيدة في بنغازي عام 1923 حيث بدأت موهبته الفنية تظهر منذ الثامنة من عمره برسم الجدران بالفحم وأقلام الرصاص. رغم عقاب جيرانه له إلا أن موهبته لفتت انتباه مدرس الرسم الإيطالي "فليري" الذي شجعه وأقر بتفوقه الفني.
في عام 1946، أقام أول معرض فني في ليبيا ببنغازي، ثم سافر إلى إيطاليا لدراسة الفن أكاديمياً تحت إشراف البروفيسور "فابي". تخصص في رسم البورتريه بالأسلوب الواقعي، مؤمناً بأن هذا الأسلوب هو الأنسب لتسجيل التاريخ والتراث.
أثناء إقامته في بريطانيا (1978-1992) بدأ برسم العادات والتقاليد الليبية القديمة من ذاكرته متمثلاً دور المؤرخ البصري الذي يحفظ التراث من الاندثار بيع لوحاته، معتبراً إياها جزءاً من الذاكرة الجماعية التي يجب أن تظل ملكاً للشعب.
يحتوي معرضه الدائم في نادي الفروسية ببنغازي على لوحات توثق بانوراما الحياة الليبية في القرن العشرين بتقنيات متعددة (القلم الرصاص، الحبر الصيني، الزيت، الجواش). تميز أسلوبه بالواقعية التعبيرية مع معالجة متميزة للظل والنور تعكس طبيعة الضوء في ليبيا.
نال العديد من التكريمات منها: وسام الفاتح العظيم و وسام الفن من الملك الحسن الثاني بالمغرب و معارض دولية في دمشق (1956) وأبوظبي (2000) والمغرب (1994)
ظل عبيدة حتى وفاته حارساً للذاكرة البصرية الليبية ومثالاً للفنان الملتزم بقضايا تراثه وهويته.




















