ايوب حسن – الكويت

وُلد الفنان أيوب حسين الأيوب القناعي في اليوم الأول من شهر يناير عام 1932 ميلادي في منزل عائلته الكائن في حي القناعات بمنطقة شرق داخل مدينة الكويت ونشأ في أحضان هذه المنطقة الشعبية العريقة التي غذت مخيلته بصور التراث الكويتي الأصيل.

منذ أن كان طفلاً صغيراً امتلك أيوب حسين موهبة فطرية في التشكيل والإبداع حيث كان يستغل الصلصال الذي تلقيه السفن القادمة من شط العرب على السواحل في تشكيل مجسمات للحيوانات كما كان يصنع ألعابه بنفسه كالطائرات الورقية والسفن الخشبية ويبني بيوتاً صغيرةً من المواد البسيطة المتوفرة حوله.

التحق أيوب حسين بـالمدرسة المباركية وهي أبرز صروح التعليم في تلك الحقبة وكانت المدرسة بمثابة المنصة التي صقل فيها موهبته حيث تتلمذ على يد رواد الفن في الكويت وتعلم أساسيات الرسم على يد الأستاذ هاشم الحنيان وأسس التشكيل على يد الأستاذ عقاب الخطيب وأكمل مسيرته التعليمية فيها حتى تخرج من صف المعلمين عام 1949.

بعد تخرجه، انخرط الفنان أيوب حسين في مجال التدريس لحاجة بلده الملحة للمعلمين الكويتيين. وامتدت مسيرته في سلك التعليم إلى ثلاثين عاماً تقلد خلالها عدة مناصب:

بدأ معلماً في عدة مدارس منها مدرسة الصباح ومدرسة الصديق وابن زيدون.

ثم ترقى ليصبح وكيلاً لمدرسة عبد العزيز الرشيد في منطقة الحولي.

وبعد ذلك أصبح ناظراً (مديراً) لمدرستي الصباح الابتدائية وابن زيدون حيث قضى سبعة عشر عاماً في هذا الموقع.

تقاعد من الخدمة الحكومية في عام 1979 ليتفرغ كلياً لفنه.

مسيرته الفنية وإنجازاته الخالدة:

1. مؤرخ التراث بالريشة: كرّس أيوب حسين حياته الفنية لتوثيق التراث الكويتي بكل تفاصيله الدقيقة. رسم أكثر من ستمائة لوحة زيتية فيها مشاهد من الحياة الاجتماعية الكويتية القديمة من أدوات المنزل والأزياء الشعبية إلى الألعاب والأسواق والمهن الحرفية فكانت لوحاته بمثابة موسوعة بصرية نادرة.

2. المعارض الفنية: أقام العديد من المعارض الفردية كان أولها في صالة جمعية المعلمين في الكويت عام 1974 وضم 44 لوحة واستمر في إقامة المعارض بشكل منتظم كان آخرها في عام 2000. كما شارك في عشرات المعارض الجماعية المحلية والخليجية والعربية والدولية التي جابت العديد من العواصم.

3. إسهاماته في تأسيس متحف الكويت الوطني: يعتبر أيوب حسين أحد الرواد المؤسسين لمتحف الكويت الوطني عام 1957 حيث كُلّف بتصميم وتنفيذ نماذج دقيقة للبيت الكويتي القديم والمدارس القديمة، وجمع وتجهيز كافة الأدوات الشعبية المعروضة فيه، تحت إشراف مفتش التربية الفنية آنذاك، الأستاذ خميس شحادة.

4. إنتاجه الأدبي والتأليفي: لم يقتصر عطاؤه على الرسم بل سجل تراث بلده بالقلم أيضاً فألف عدة كتب مهمة أصبحت مراجع في التراث الكويتي منها: كتاب "مع الأطفال في الماضي و كتاب "ذكرياتنا الكويتية" وكتاب "مختارات شعبية من اللهجة الكويتية" و كتاب "من كلمات أهل الديرة".

5. الجوائز والتكريمات:

حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 1997 تقديراً لمجمل أعماله الفنية كما كرمه سمو ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح (رحمه الله) ونال درع الريادة من الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بالإضافة إلى شهادات تقديرية عديدة من جهات محلية وخليجية.

مواقفه الشخصية:

عُرف عن الفنان أيوب حسين التواضع وكراهية الأضواء وقد أوصى صراحة بعدم المطالبة بإطلاق اسمه على المدارس أو الشوارع تكريماً له

عبر عن استيائه من استخدام بعض لوحاته على العملة الكويتية دون استشارته مسبقاً أو إذنه. كان مربياً فاضلاً حيث تخرج على يديه أجيال من الفنانين والمعلمين وورث أربعة من أبنائه موهبته الفنية.

انتقل الفنان أيوب حسين إلى رحمة الله تعالى في الخامس عشر من نوفمبر عام 2013 بعد مسيرة عطاء حافلة امتدت لأكثر من ستة عقود ترك إرثاً فنياً وتاريخياً هائلاً جعله أحد أبرز وأهم الرواد الذين خلدوا ذاكرة الكويت وشعبها بالريشة والقلم.

أوصى الفنان أيوب حسين بعدم المطالبة بإطلاق اسمه على المدارس أو الشوارع، ولكن بعد وفاته سميت إحدى الثانويات في منطقة صباح الأحمد باسمه تقديراً لدوره الوطني والفني الكبير.

error: Content is protected !!