الحضارات : الفن الفرعوني

الفن الفرعوني صولة الجمال وخلود الحضارة

لم تكن رمال مصر الذهبية مجرد رمال بل كانت مخزناً أسطورياً حفظ لنا أعظم كنوز الجمال عرفها الإنسان إنه الفن الفرعوني ذلك التراث الفخم الذي لم يُخلَق ليموت بل وُلد من رحم الخلود ليروي لنا بقوة الصخر وروعَة الألوان قصة حضارة آمنت بالجمال كطريق إلى الخلود وبالفن كصرحٍ شامخ يتحدى الزمن نفسه.

من أعماق المعابد التي تلامس السماء ببهو أعمَدَتِها العملاقة إلى المقابر التي نُقِشَت عليها أسرار الحياة والموت بلمسة فنية أخَّاذة إلى التماثيل التي تجسَّد فيها الملوك والآلهة بوجهٍ صارمٍ وعينين تريان قَدَراً لا يُرحم كل قطعة فنية فرعونية ليست مجرد أثر بل هي رسالة مفعمة بالروح والرمزية تَحمل في طياتها فلسفة كاملة عن الكون و الدين والسلطة.

لم يعرف العالم فناً جمع بين القوة والرقة مثل الفن الفرعوني قوة التماثيل الضخمة من الجرانيت والديوريت ورقة نقش المشاهد اليومية على جدران المقابر بألوان لا تزال حية تُذهل الناظرين بعد آلاف السنين إنه فن مهيب يَسحَرك بهيبته ويأسرك بدقته الرياضية وألوانه التي تروي حكاية شمس لا تغيب.

تمثال نفرتيتي

خنجر توت عنخ آمون الذهبي

لوحة نعرمر

تمثال الملكة حتشبسوت

ابوالهول

الهيروغليفية المصرية القديمة

مقبره باشيدو

صندوق قديم

ثلاثيات منقرع

نقوش-بديعة-داخل-مقبرة-سن-نجم-بدير-المدينة

و في الختام مهما غصنا في أعماق الفن الفرعوني ومهما حاولنا سبر أغوار جماله فإننا نقف أمام محيط لا ساحل له فكيف لمقال واحد أن يحيط بحضارة جعلت من الخلود فناً ومن الفن خلوداً؟ إن روعة هذا التراث تتجاوز الوصف وتأبى إلا أن تتركنا في حالة من الذهول والإجلال.

والأجمل من ذلك أن هذا الإرث الخالد لم ينقطع. فما زالت أرض مصر تتنفس الفن وتنجب مبدعين جدداً يحملون نفس الشغف وينحتون بأيديهم إضافات جديدة لسجلٍّ فنيٍّ لا ينتهي هم ورثة الفراعنة في الروح يُحيون تراث الماضي بلغة الحاضر ويؤكدون أن الفن المصري ليس ذكرى من الماضي بل هو نبض حاضر ومستقبل مشرق. فالفن الفرعوني لا يعيش في المتاحف وحدها بل يمتدّ إلى إبداعات فنانينا المعاصرين الذين سيخلدهم التاريخ كما خلّد أسلافهم من قبل.

error: Content is protected !!