قيمة الضوء في الفن

هناك بعض الملاحظات حول الاستفادة من قيمة الضوء في الأعمال الفنية نوردها كالتالي:

1 - الضوء في الرسم أو التصوير ربما يأتي من اتجاه واحد أو من عدة اتجاهات فالمساحات القريبة من مصدر الضوء تكون أكثر إشراقاً في القيمة، أما المساحات البعيدة عن مصدر الضوء فتكون أكثر إظلاماً.

2 - من الضوء أيضاً تنشأ ظلال، فالضوء المفرد الساطع تنشأ منه ظلال حادة وداكنة القيمة، أما الإضاءة المتعددة المصدر أو غير المباشرة فتنتج عنها ظلال أخف وأنعم في الحواف، كما تنتج منها ظلال وأطياف متفاوتة للرمادي يمكن أن تعطي إحساساً وهمياً لفضاء البعد الثالث.

3 - إذا استعمل الفنانون قيمة كل من الضوء والعتمة (مثلاً أبيض وأسود دون استعمال الدرجات الرمادية الوسطية) فالعمل يبدو مسطحاً وبدون عمق والفضاء يكون ضمنياً.

4 يستعمل الفنانون غالباً الفوائد الفعلية للضوء، ولكن في بعض الأحيان يختارون التغييرلابتكاراتهم، وربما يرغبون تأكيد الأماكن الأكثر ظلمة لتأكيد أستاذيتهم في الفن، أو زيادة قوة الإضاءة لتوحي بالسعادة والإثارة.

أ - قيمة الفاتح:

بالنظر إلى أشعة الشمس الشديدة على شاطئ البحر أثناء فصل الصيف، يظهر الضوء ساطعاً جداً وبالتالي لا نستطيع أن نرى الأشياء بسهولة، وفي الغالب نحتاج إلى ارتداء نظارة شمسية حتى نستطيع أن نرى وبوضوح.

هذه التأثيرات للضوء الساطع الوهاج تجذب انتباه الفنان في مجال الرسم والتصوير أما الظلال الناتجة من الضوء القوي للشمس فتكون داكنة وذات حدود واضحة. وكثرة الإضاءة في العمل الفني تعتبر موضع تقدير فالألوان الممزوجة باللون الأبيض تسمى بالألوان الفاتحة ذات التناغم العالي والفنان يؤكد قيمة الضوء لوصف السعادة والدفء وضوء الشمس.

ب - القيم الداكنة:

عندما يضعف مصدر الإضاءة الطبيعي مثل الشمس والقمر أو المصدر الصناعي مثل المصابيح الكهربائية يضعف بالتالي سطوع الضوء على الأشياء وتسمى بالقيم الداكنة.

واستعمال القيم الداكنة في العمل الفني يتطلب مزج الألوان بالأسود والرمادي وتسمى بالألوان الداكنة ذات التناغم المنخفض.

ويستعمل الفنانون القيم الداكنة للإيحاء بالظلمة والكآبة أو لتصوير وقت المساء بإضاءة باهتة كما أن استعمال أقلام الفحم للرسم والتظليل على ورقة رمادية فاتحة ينتج أيضاً تناغماً منخفضاً، فكل القيم سوف تكون داكنة وقيمة الإضاءة تكون رمادية من لون الورق المستعمل.

ج - قيمة التضاد:

التضاد هو وجود النقيضين أو المختلفين في مكان واحد بحيث يبين أحدهما الآخر ويمكن أن يكون هذا الاختلاف في الخطوط، كأن يكون الخط الرأسي بجوار الأفقي أو أن يكون بين لونين مختلفين مثل الفاتح والغامق أو الأبيض بجوار الأسود، ويمكن أيضاً أن يكون في الإضاءة مثل شدة الضوء في اللوحة بجوار العتمة.

والتضاد بالأبيض والأسود يظهر في أعمال الفنانين المنفذة بطريقة القوالب الخشبية أو الجلدية (اللينو) وتتم طباعتها بواسطة الحبر الأسود على ورق أبيض.