في عالم الفن التشكيلي السعودي، يبرز اسم الفنان محمد سعد الحارثي كواحد من الرواد الذين جمعوا بين التصوير والنحت بمهارة فائقة. ولد في مدينة الطائف عام 1972، وتخرج من معهد التربية الفنية عام 1411 هجري. ما زال الحارثي يمارس مهنة التعليم في التربية الفنية، مواصلاً عطاءه الفني والتعليمي بكل إخلاص.
للحارثي سجل حافل بالمشاركات الفنية المتميزة، حيث أقام معرضاً شخصياً في محافظة ميسان، كما شارك في معرض ثنائي مع الفنان فايز أبو هريس بعنوان "صدى الحرف" بجدة، ومعرض رباعي بالطائف. تعود أبرز مشاركاته إلى معرض الانتفاضة الفلسطينية بالرياض عام 1409هـ الذي افتتحه الأمير الراحل فيصل بن فهد، بالإضافة إلى مشاركاته في معارض "الأمس واليوم" وجنادرية وعكاظ وبيت التشكيليين وجمعيات الثقافة والفنون ومعارض رعاية الشباب.
تمتد مشاركات الحارثي خارج المملكة إلى عدة دول عربية منها الأردن، مصر، السودان، الإمارات، عمان، وإندونيسيا. حصل على العديد من الجوائز والدروع تقديراً لإبداعاته الفنية المتميزة. يتمتع الحارثي بعضوية العديد من المؤسسات الفنية المرموقة، فهو عضو في بيت التشكيليين، وجمعية الثقافة والفنون بجدة، ومجلس إدارة جسفت بالطائف، كما أنه عضو مؤسس في جمعية مكارم التشكيلية وبيت الفن العربي.
برع الحارثي في النحت على مختلف الخامات مثل الرخام والحجر والخشب والرزن، ويطمح دائماً لتطوير مهاراته في هذا المجال. شارك كفنان مقيم في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وكان له حضور مميز في نادي مسك التشكيلي خلال فعاليات "تجلت (2)" بالعوامية. كما شارك في ملتقى النحت الأول بمكة المكرمة، وحصل على المركز الثالث في مجال النحت خلال مهرجان الصقور ضمن مسابقة "ريشتي".
تواصلت عطاءات الحارثي الفنية من خلال مشاركته في معرض "الوطن بالفن" بمناسبة الذكرى التسعين لتوحيد المملكة، الذي أقيم في صالة مضاوي بالخبر. كما شارك مؤخراً في فعاليات "ريشة صقار" للنسخة الرابعة، مؤكداً حضوره الدائم في الساحة الفنية السعودية.
يمثل الفنان محمد سعد الحارثي نموذجاً للفنان الملتزم الذي يجمع بين العطاء التعليمي والإبداع الفني. تظهر مسيرته الغنية تمسكه بجذوره الفنية مع انفتاحه على التجديد والتطوير. تبقى أعماله الفنية شاهداً على عشق متواصل للفن، وإصرار على المشاركة الفاعلة في المشهد الثقافي السعودي والعربي، مما يجعله أحد أبرز الأسماء في الحركة التشكيلية السعودية المعاصرة.
