فنان الحصان العربي بسحر الألوان والخيال
يُعد الفنان ناصر الضبيحي أحد أبرز الرسامين الذين تخصصوا في تجسيد الحصان العربي، هذا الكائن الأسطوري الذي ألهم العديد من الفنانين عبر العصور. فمن خلال ريشته، استطاع الضبيحي أن يخلق عالماً لونياً حميمياً مع جواده، حيث أصبح الحصان العربي محوراً أساسياً في أعماله الفنية، يظهر بأشكال متعددة تارة كفارس شهم، وتارة كعاشق، وتارة أخرى كرمز إنساني يعبر عن المشاعر الإنسانية من قلق وألم وأمل.
حاصل على دبلوم وبكالريوس في الفنون يصف الضبيحي عالمه الفني بأنه عالم مليء بـ"صهيل الألوان وحداء الحروف"، حيث تقول كلماته: "ريشتي تواسيني، تلهو معي كطير نورس يرقرق على صفحات بحر، تلهمني بشواطئ من خيال، وتهديني رمالاً من حبيبات العنفوان...". إنها رؤية شاعرية تترجم شغفه بالفن والجمال، حيث يتحول الحصان في لوحاته إلى كائن حالم، يجسد الرشاقة والقوة والأصالة في آن واحد.
على مدار أكثر من عشرين عاماً، كرس الضبيحي جهوده لدراسة تشريح الخيل وتفاصيلها الدقيقة، مما مكنه من تقديم أعمال فنية دقيقة تُظهر جمال الحصان العربي بكل تفاصيله. ورغم أنه لا يمتلك أي حصان في الواقع، إلا أن لوحاته توحي بعشقٍ كبير لهذا الكائن، لدرجة أن المتلقي قد يتخيل أن الفنان يعيش بين الخيول يومياً.
شارك الضبيحي في العديد من المعارض المحلية والدولية، حيث ترك بصمة واضحة في الفن التشكيلي، خاصة في مجال رسم الخيول. وتُعد أعماله بمثابة موسوعة فنية توثق للحصان العربي، ليس فقط من ناحية شكله الجمالي، بل أيضاً من ناحية رمزيته الثقافية والفروسية.
ابرز من اقتنى أعماله : في السعودية:
- قصر اليمامة (الملك فهد)
- قصر الملك عبدالله
- قصر الملك سلمان
- قصر الفاخرية (الوليد بن طلال)
وفي الإمارات العربية:
- الشيخ زايد
- محمد بن راشد
والقائمة تطول.
بهذا الشغف والإصرار، أثبت ناصر الضبيحي أن الفن يمكن أن يخلق إرثاً ثقافياً كبيراً، حتى دون امتلاك الشيء المرسوم، فالحب والإبداع كفيلان بأن يمنحا الفنان قدرة على تجسيد العالم كما يراه في خياله، بل وأجمل.








