في مدينة أبها عام 1952، حيث تتدلى المنازل الحجرية على سفوح الجبال الخضراء، وُلد الفنان عبد الله علي الشلتي ليكون شاهداً على جماليات الطبيعة الجنوبية الفريدة. نشأ في بيئة بسيطة تتنقل بين المزارع والأسواق، فتشبعت عيناه بألوان التراث العسيري الأصيل، ليرسم لاحقاً لوحات أصبحت وثائق بصرية تحكي قصة منطقة عسير بكل تفاصيلها الساحرة.
تميز الشلتي بأسلوب فني تأثري فريد، جمع بين دقة الواقعية وعفوية الانطباعية. استخدم في أعماله تقنيات متنوعة من الألوان الزيتية إلى الأكريليك، مع إضافات مبتكرة من المعاجين التي أعطت لوحاته بُعداً تشكيلياً مميزاً. تخصص في تصوير البيئة العسيرية بكل مكوناتها، من المنازل التقليدية إلى المدرجات الزراعية الخضراء، كما برع في تجسيد المساجد التاريخية وخاصة الحرمين الشريفين والقدس، حيث تميزت لوحاته الدينية بعمق روحي أخاذ.
حقق الشلتي حضوراً لافتاً في المشهد الفني السعودي والعربي، حيث شارك في أهم المعارض الدولية من بينالي القاهرة والشارقة إلى معارض أمريكا وكندا. وتوج مسيرته ببيع لوحته الشهيرة "الطواف حول الكعبة" بمبلغ قياسي في مزاد جدة الفني. نال تكريم الأمير خالد الفيصل عام 2001، واحتفاءً خاصاً في قرية المفتاحة عام 2014، ليترك إرثاً فنياً خالداً يجسد حب الوطن والانتماء إلى تراث عسير العريق.
