
من ضفاف دجلة العتيقة وُلِد كاظم حيدر في بغداد عام 1932 طفلٌ نشأ بين الأزقة الضيقة والأسواق الشعبية حيث الألوان والأصوات والروائح تنسج لوحةً حيةً تنبض بحياة المدينة العريقة.
تخرج من دار المعلمين العالية عام 1957 و تشكلت ملامح مثقف يجمع بين الأدب والفن لكن شغفه بالرسم قاده إلى معهد الفنون الجميلة ليواصل رحلته في البحث عن لغة بصرية تعبر عن روح وطنه ثم كانت لندن محطة جديدة في مسيرته حيث أتقن في كليتها المركزية للفنون تقنيات الرسم والديكور المسرحي والطباعة الحجرية بين عامي 1960-1963.
عندما عاد إلى بغداد، حمل معه رؤية فنية جديدة شارك في معارض الزاوية وجماعة الرواد وكان من مؤسسي جماعة الأكاديميين عام 1971 لكن بصمته الأكثر تميزاً كانت في ديكور المسرح حيث ارتبط بفرقة مسرح الفن الحديث وأبدع في تصاميم مسرحيات أصبحت علامات في تاريخ المسرح العراقي مثل "النخلة والجيران" و"هاملت عربياً" و"ملحمة كلكامش".
ريشته كانت تشبه سجلاً بصرياً للألم والأمل العراقي من لوحة "الحمّال" (1955) إلى "الشهيد" (1969) مروراً بـ"درع حصين" من سلسلة كربلاء (1965) كان يحول المعاناة إلى جمال والتراث إلى حداثة.
في صباح الخميس الرابع والعشرين من كانون الأول 1985، توقف قلب الفنان عن الخفقان، بعد صراع مع المرض لكن لوحاته بقيت تشهد على رحلة فنان آمن بأن الفن هو أقوى أنواع المقاومة.















