في أروقة التاريخ الفني الكويتي يبرز اسم خليفة القطان كأحد الرواد الأوائل الذين حملوا ريشة الإبداع ورسموا ملامح الحركة التشكيلية في الخليج العربي وُلد عام 1934 في كنف عائلة كويتية عريقة لتبدأ رحلته الفنية التي جمعت بين الأصالة والابتكار.
كان القطان معلماً في السابعة عشرة من عمره ثم سافر إلى بريطانيا ليتعلم فن النجارة في معهد ليستر حيث حصل على شهادة تقنية عام 1958 بعد عودته عمل في كلية التكنولوجيا بالشويخ لكن شغفه الفني قاده إلى التفرغ للمرسم الحر في مطلع الستينيات.
في عام 1953 صنع القطان التاريخ عندما أقام أول معرض فني شخصي في الكويت محولاً اللوحة الفنية من حيز الترف إلى حيز الضرورة الثقافية لكن إسهامه الأكبر تمثل في ابتكاره "نظرية الدائرية" عام 1962 وهي مدرسة فنية فريدة تقوم على فلسفة تعتمد الدراما الإنسانية أساساً لها.
تقوم النظرية على استخدام الخطوط الدائرية والمنحنية التي ترمز للحركة والوقت مع اعتماد الألوان النقية للتعبير عن المشاعر والمفاهيم الإنسانية لم تكن الدائرية مجرد أسلوب رسم بل كانت رؤية فلسفية للوجود تناقش قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية والعقائدية.
تقلد القطان منصب أول رئيس للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عام 1967 وكان من مؤسسي الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب عام 1972 كما حظي بتكريمات دولية منها تكريم وزارة الثقافة الصينية ودعوته لإقامة معرض في بكين عام 1981 وتكريم حاكم الشارقة له كفنان عربي مبدع خلال بينالي الشارقة عام 1993.
في حياته الشخصيه تزوج من ليديا الإيطالية التي أسلمت وأنجب منها ابنته الوحيدة رحل القطان في 27 يونيو 2003 تاركاً إرثاً فنياً غنياً انتشر في معارض العالم من الكويت إلى لندن ومن بكين إلى باريس، شاهداً على روح فنان آمن بأن الفن دائرة لا تنتهي من العطاء.


































