قصة "قل للمليحة في الخمار الاسود"
- قصيدة تُغنّى منذ (1300) سنة.
- وهي عن قصة حقيقية وردت في كتاب "ثمرات الأوراق" لابن حجة الحموي، وأبو الفرج الأصفهاني في كتابه الشهير “الأغاني“.
- بفضل هذه القصة انتشر الخمار الأسود في المدينة المنورة، ثم فضلته باقي المسلمات حول العالم، بعد أن كان لون الخمار الأسود هو اللون الأقل طلباً بين جميع ألوان الخمر الأخرى.
- كان رجل يسمى الدارمي، أحد الشعراء والمغنين الظرفاء في الحجاز، ترك نظم الشعر والغناء وتنسك، في العصر الأموي الأول.
التقى بأحد أصدقائه، تاجرًا يبيع خُمُرًا من الكوفة بالعراق، وقد باع جميع خُمُره إلاّ السوداء منها، في المدينة المنورة، فحزن واعتبر أن هذه بضاعة كاسدة، ستعود على تجارته بالخسارة. فحكى القصة للدارمي، فقال له سأعطيك هذه الأبيات وأنشد بها فى السوق، وسترى ما يحدث، وكانت الأبيات:
"قل للمليحــة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناســك متعبد
قد كــــان شمر للصلاة ثيابه حتى وقفت له ببــاب المسجد
اللــــــــــه أكبــــــــــر اللـــــــــــه أكبــــــــــر
يــــــا داعـــيًا للـه مرفوع اليــد متوســـلًا متضرعًــا للمنجـــد
يا طالبًا منه الشفاعة في غد قل للمليحة في الخمار الأسود
فسلبــــت منه دينــه ويقينــه وتركتــه في حيرة لا يهتــــدي
ردي عليــه صلاتــه وصيامـــه لا تقتليــه بحق دين محمـــــد
ردي عليــــه صلاتــه وصيامـــه لا تقتليه بحق عيسى وأحمد".
فأنشدها، وشاع بين الناس أن الدارمي قد ترك الزهد، وعشق صاحبة الخمار الأسود، فبيعت جميع تلك الخٌمُر.
فلما تيقن الدارمي أن جميع الخمر السوداء قد نفذت من عند صديقه ترك الغناء و رجع إلى زهده وتنسكه ولزم المسجد.
فمنذ ذلك التاريخ والنساء يرتدين أغطية الرأس السوداء. - وهكذا يكون أول إعلان تجارى في العالم أجمع قد انطلق من المدينة المنورة.
- وتُعتبر هذه القصيدة دليلًا واضحًا على ارتباط الفنّ بالواقع المادّي الاقتصادي الاجتماعي.
- وتبرز دور الفنّ في تغيير زوايا نظر الآخرين، وآرائهم ومعتقداتهم بطريقة سلميّة.