رحلة إبداعية بين التجريد والواقعية
في عالم الفن التشكيلي الذي يتلاقى فيه الخيال مع الواقع تبرز الفنانة الجزائرية أمينة تيرس كواحدة من الأسماء المتميزة التي استطاعت أن تخلق لها بصمة خاصة في الساحة الفنية من مسقط رأسها في مدينة سيدي بلعباس الجزائرية انطلقت رحلتها الفنية لتترك أثراً واضحاً في المشهد التشكيلي المحلي والدولي.
تمكنت الفنانة أمينة من فرض حضورها الفني عبر مشاركاتها العديدة في المعارض والتظاهرات الفنية ففي عام 2017 شاركت في معارض فنية بالمملكة المغربية ثم توالت مشاركاتها الدولية لتصل إلى تركيا عام 2019 كما كانت لها مشاركات وطنية عديدة في الجزائر، سواء في المعارض الفردية أو الجماعية، إلى جانب مشاركاتها الافتراضية التي عبرها تخطت الحدود الجغرافية لتصل إلى جمهور عريض في مختلف أنحاء العالم.
لا تقتصر مسيرة الفنانة "تيرس" على المشاركات الفنية فقط بل تمتد إلى عضويتها في عدد من الجمعيات الفنية المرموقة منها عضويتها في الجمعية الثقافية والفنون الأكاديمية الجزائرية وكذلك في جمعية نجم العربية الدولية لدولة فلسطين كما حظيت أعمالها الفنية بتقدير كبير تجلى في حصولها على عدة تكريمات على المستويين الوطني والدولي وكانت مشاركتها في معرض "غيث" 2025 مع بصمات فن محطة أخرى أبرزت فيها موهبتها الفريدة.
تميزت أعمال الفنانة أمينة "تيرس" بأسلوبها الفني الذي يجمع بين التجريد والواقعية حيث استطاعت أن تخلق توازناً دقيقاً بين حرية التعبير التجريدي ودقة التفاصيل الواقعية هذا المزج الفريد منح أعمالها عمقاً وجمالاً استثنائياً جعلها قادرة على مخاطبة مشاعر المتلقي والتعبير عن رؤيتها الفنية ببراعة.
هذا التناغم بين الحدس والتقنية جعل منها علامة فارقة في المشهد الفني الجزائري حيث تثبت أن الفن الحقيقي لا يعرف حدوداً بين المدارس بل يُحدث حواراً خلاقاً بينها.
تُخبرنا أعمالها أن الإبداع لا يُقاس بعدد المشاركات أو التكريمات وإنما بقدرته على لمس الروح وخلق بصمة لا تُنسى اليوم تقف "تيرس" كشاهدة على عصر فني جديد في الجزائر حيث تُمزج الأصالة بالحداثة والهوية المحلية بالرؤية العالمية مسيرتها ليست سوى فصل أول من قصة فنانة ستظل تُدهشنا بأعمالها التي تتنفس حياة وتُغني سجل الفن التشكيلي العربي بإضافات تستحق الوقوف عندها طويلاً.
