June 30, 2025

فن في تسعة عقود ويتألق في ذكرى يوم السعودية الوطني ٩١

بقلم د.عصام عسيري رعت المملكة العربية السعودية -منذ تأسيسها- النشاط الوطني الإبداعي، من الحرف والصناعات والتجارة وشمل ذلك مجالات الفنون التشكيلية في نجد والأحساء والحجاز، واستمر في كل مراحل تأسيس الدولة إلى الآن، رافق الملك عبدالعزيز ضمن رجاله الأوائل الذين اعتمد عليهم، مجموعة رجال مواهب وأفذاذ، فمنهم الفنانون التشكيليون بمختلف توجهاتهم المتاحة آنذاك في الثقافة البصرية في الجزيرة العربية بداية القرن العشرين الميلادي. كان منهم على سبيل المثال عبدالله العلي الزامل، إبراهيم السويدان، عبدالفتاح مدني، محمد طاهر كردي، والذي خط بيده ونسخ أول مصحف مطبوع في مكة المكرمة 1369هـ، وكان عليه إقبال وانتشار محلي وعالمي واسع، في بداية تكوين الدولة السعودية، في عهد الملك عبدالعزيز وطيلة حكم الملك سعود. كما اهتم الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه- بفطنته بالتجار وأصحاب رؤوس الأموال وأدرك دور القطاع الخاص والمواطن في التنمية، لذا سعى للحفاظ وتطوير المهن والحرف وأمّن التجّار والبضائع، ودعم استخدام الصناعات الحديثة، وأسس للتعليم النظامي، الذي أولاه رحمة الله عليه وسلسلة أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان، وكل منهم أضاف لبنة في تطوير الحركة التعليمية والتنموية والتشكيلية للمواطن والمواطنة السعوديين. لوحة الملك عبدالعزيز للفنان فايع الألمعي نشأت الحركة التشكيلية السعودية الحديثة والمعاصرة تقريبًا باعتماد تدريس مادة الخط العربي والرسم والأشغال اليدوية وثم التربية الفنية النظامية في 1377هـ ، ولعل من أهم ملامح تلك الفترة رعاية ملك البلاد الملك سعود ومدير المعارف الأمير فهد بن عبدالعزيز بالتعليم والإنسان، فقد افتتحا معرض التربية الفنية والذي شاركت فيه عدة مدارس داخل المملكة، في مبنى المعارف عند افتتاحه العام 1958م، ثم عملت المديرية دورات للمعلمين في أصول تعليم فن الرسم بدار التوحيد بالطائف صيف 1382هـ، افتتح الملك فيصل بقصر نجمه في الطائف المعرض الثاني في تاريخ المملكة، وكان لأعمال معلمي التربية الفنية، ثم تأسس معهد التربية الفنية بالرياض العام 1385هـ والذي يعتبر النواة الأولى لتأسيس الحركة التشكيلية والبصرية والمسرحية السعودية. استقطبت المملكة العربية السعودية في الستينات الميلادية من القرن المنصرم، العديد من الفنانين والأساتذة المرموقين في كليات الفنون الجميلة من العراق مثل سعدي الكعبي، سلمان الدليمي، عامر العبيدي، خيري العاني، شاكر حسن آل سعيد كمعلمين في معهد التربية الفنية بالرياض، وفي السبعينات استقطبت الدكتور محمود البسيوني ولطفي زكي وعبدالرحمن النشار ومحمود الشال والعديد من الأساتذة المهمين للتدريس في أقسام التربية الفنية بجامعتي الملك سعود وأم القرى، ومن أبرز ملامح تلك الفترة ابتعاث الدولة -رعاها الله- بعض طلاب الدفعات الأولى ليتعلموا الفن في إيطاليا وإنجلترا وأميركا ومصر وكان من أبرزهم، عبدالحليم رضوي، محمد السليم، علي الرزيزا عبدالعزيز الحمّاد، ضياء عزيز، عبدالجبار اليحيا، عبدالله الشيخ، بكر شيخون، محمد الأعجم، ثم تلاهم مجموعة.تلك الدفعات وغيرها من الموهوبين مثل صفية بن زقر، منيرة موصلي، محمد الطويان، سعد العبيد، فوزية عبداللطيف، محمد الرصيص، خليل حسن خليل، هشام بنجابي، طه صبان، ونبيلة البسام، إبراهيم الفصام، كمال المعلم، عبدالله الشلتي، عبدالله حماس، فيصل مشاري، يوسف جاها، عبدالله نواوي، سمير الدهام، عبدالعزيز الناجم وغيرهم …، هم الرعيل الأول الذي أسس الحركة التشكيلية والمسرحية والتمثيلية والتلفزيونية والديكورية، استحدثوا لنا الصالات والجماعات الفنية، ومهدوا لنا الصحف والمعارض الداخلية والخارجية والتي شملت كافة أشكال الفنون التشكيلية من رسم، تلوين، نحت، خط عربي، تصوير فوتوغرافي. لوحة الفنان الرائد عبدالحليم رضوي في الحقيقة كانت رعاية الدولة لهذه الأنشطة الإبداعية، من خلال تأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكان رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وهو أمير الريشة والقلم والكلمة والفن والذوق أطال الله بقاءه، رعت هذه المؤسسة العظيمة الرياضة والشباب والملاعب والهوايات، وكان دور الأندية أوسع من نشاطها الحالي، فكانت لوحاتها تشمل (نادي …. ) رياضي، ثقافي، اجتماعي، لذا رعت الأندية الرياضية مجموعات كبيرة في الفنانين ومعارضهم الجماعية، وكان بدعم مباشر من سمو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، وتأسست جمعيات الثقافة والفنون. فوق ما رعت وزارة التعليم، ورئاسة رعاية الشباب للفنون التشكيلية، رعت وزارة الإعلام المسموع والمرئي والمقروء، ولم تتوانَ الإذاعة والتلفزيون والجرائد السعودية في كل المناطق من دعم التشكيليين، جهود ضخمة تُذكر فتشكر، في تغطية أخبار المعارض التشكيلية، وتبنت المواهب الواعدة وشرحت تجارب الفنانين التشكيليين العظام، لعل أكثر ما نحتاج الثناء عليهم والدعاء لهم، هو مجهود الأستاذ عبالجبار اليحيا ومنيرة موصلي رحمهما الله اللذين أسسا الصحافة التشكيلية، فقد شملت مقالاتهما الأولى منذ منتصف الستينات وبداية السبعينات الميلادية، ومن أتى بعدهما مثل الأستاذ القدير سمير الدهام الذي أسس الملحق الثقافي وكتب مقالات عن الفنون التشكيلية وترجمات لمقالات نقدية وكاريكاتير ولوحة وقصيدة ومشاركات رسوم القراء، ومساهمتها في التخطيط والإشراف على معارض محلية ودولية. استمرت تلك الرعايات الحكومية ومن المسؤولين والقادة وحكام البلاد رحمهم الله، لتسعة عقود منذ التأسيس. لوحة الفنان الرائد محمد السليم واليوم عبر خطط الدولة الخمسية، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان متعه الله بموفور الصحة والسلامة وأيده بنصر وتوفيق من عنده، ازدهرت الفنون البصرية في المملكة العربية السعودية، بشكل متسارع فانتشرت صالات العرض الجميلة والراقية من جدة والرياض والشرقية، لتغطي حاليا معظم مدن ومحافظات المملكة المترامية الأطراف، ومنها صالة عالمية ضخمة بجدة، شارفت على البدء قريبا، كما تأسست جماعات تشكيلية في المدينة المنورة والرياض وجازان، لتصبح الآن في كل مدينة سعودية جماعات تشكيلية، تضم مواهب في مجال معين في الفنون البصرية، من فنون طبيعية وتأثيرية، وخيالية، من فنون طبيعية وتأثيرية، وخيالية، وتجريدية، وحروفية، ونحتية، وتركيبية، ورقمية و…الخ، معاضدة ودعم الأمير فيصل بن محمد للجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وانتقل الفنان التشكيلي السعودي بريشته وقماشه ولونه، ونحته، وصورته وفلمه، من الصالات المحلية، بفضل الله ثم بتلك الرعايات الحانية للصالات الإقليمية. لوحة الملك سلمان للفنان الرائد ضياء عزيز ضياء والآن هناك حضور عالمي ملفت للفن السعودي في الخارج؛ ولعل حضور أكبر بيوت المزادات العالمية كسوثبي وكريستي والمعارض الفنية للداخل السعودي ما هو إلا ترابط دولي راقي، سينعكس لاحقًا على طبيعة ونوعية إنتاجنا الإبداعي المستقبلي. يمكن ملاحظة هذا النمو والازدهار الفني، من خلال الإنتاج الإبداعي الضخم كما ونوعا، والمتنوع محتوىً وشكلا، للفنانين والفنانات السعوديين في مجالات الفنون المرئية من رسم ونحت في مراسمهم وصالات العرض المنتشرة في معظم المدن، وفي حسابات الفنانين على وسائل التواصل الاجتماعية. لوحة الأمير محمد بن سلمان للفنان محمد عسيري كما يمكن ملاحظته في كمية ونوعية المبادرات الحكومية وشبه الحكومية، التي تسعى لاستقطاب واستثمار الطاقات الفنية الإبداعية في سواعد أبناء الوطن، هذا نلمسه في مشروعات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي «إثراء»، ومشروعات «مسك» الفنية في ظل دعم مباشر لسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان معشوق الفنانين وكل المواطنين. ومؤخرا تم تأسيس هيئة الفنون البصرية والتي من شأنها تطوير الحركة الفنية التشكيلية ونقلها لعدة خطوات للأمام، والرقي بها لعدة مستويات للأعلى. وفي مناسبة ذكرى اليوم الوطني التسعين هذا العرس التشكيلي والشعبي

فن في تسعة عقود ويتألق في ذكرى يوم السعودية الوطني ٩١ Read More »

فهد الحجيلان

عاشق الألوان الذي حوّل البساطة إلى قصيدة بصرية وُلد في بلبيس المصرية (1957)، لكنّ روحه تشكّلت بين رمال الرياض وضباب جدة. بدأ حياته رساماً صحفياً لـ 17 عاماً، يخطّطُ بأحبار الجرائد مشاهدَ اليوميّ، قبل أن يهجرُ الأبيضَ والأسودَ إلى عالمٍ أكثرَ اتساعاً. مِنَ الصحافة إلى التشكيل: بعد أن علّمَ التربيةَ الفنيةَ لأطفالٍ يحملون أقلام التلوين، أسّس مع رفاقه “جماعة الرياض للفنون”، ليصبحَ أحدَ أبرزِ وجوهِ المشهدِ التشكيليّ السعوديّ. لوحاته.. بكاءٌ وصفيحٌ ورياح: في معارضه مثل “بكاء الألوان” (2005) و”سنوات الصفيح” (2013)، حوّلَ البساطةَ إلى فلسفةٍ تشكيليةٍ، وكأنّما كان يرسمُ ذاكرةَ جيلٍ بكاملِه على القماش. جسّادٌ بين القارات: مثّلَ السعوديةَ في بينالي شنغهاي (2010) ومعارضَ من الأرجنتين إلى فرنسا، حاملاً معه روحَ الصحراءِ في كلّ لوحة. الجوائز الجائزة الأولى في المعرض السعودي للفن المعاصر عام 1980م. جائزة معرض المقتنيات عام 1982م.[ جائزة مسابقة السفير الثانية عام 2007م رحلَ فجأةً (2018) تاركاً وراءه إرثاً يقول: “الفنُ الحقيقيّ لا يحتاجُ إلى تعقيدٍ.. يكفيهِ قلبٌ يرى الجمالَ في التفاصيلِ الصغيرة”. يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025 يونيو 30, 2025

فهد الحجيلان Read More »

أحمد ماطر

بين محاضرات التشريح في “جامعة الملك خالد”، كان يختبئُ فنانٌ يبحث عن مساحةٍ بين الألوان. هكذا بدأت رحلةُ الطبيبِ الذي حوّلَ مرسمه في “قرية المفتاحة” (1999) إلى مختبرٍ لإعادةِ تشكيلِ الوعي البصريّ السعوديّ. مِنَ المشرط إلى الريشة: أسّس مع رفاقه “جماعة شتا” التي أثارت الجدلَ بمعارضها (2005)، وكأنّما كان يجرّبُ على القماشِ ما تعلمه مِنْ تشريحِ الجسدِ والأفكار فنانٌ يكتبُ التاريخَ بلمساتٍ معاصرة: يُعيدُ في لوحاته (مثل “أشعة 2003” التي اقتناها المتحف البريطاني) تفسيرَ التحولاتِ السعوديةِ والتراثِ الإسلاميّ بِعُيونٍ جريئة. حتى أنَّ “طريق الحرير” الذي رسمه هديّةً من ولي العهد للصين (2016)، لم يكنْ مجرّد لوحةٍ بل رسالةً ثقافيةً بخطوطٍ عابرةٍ للقارات. بصماتٌ لا تُمحى: كأولِ رئيسٍ لـ”معهد مسك للفنون” (2017)، حوّلَ شغفه إلى منصةٍ لإطلاقِ مواهبَ سعوديةٍ نحو العالم. تُوّجَ بجوائزَ مثل “الإبداع الثقافي” في الكويت، ووضعته “بيزنس العربية” (2009) بين أبرزِ الشخصياتِ الفاعلة. ماطرُ ليسَ فناناً عادياً؛ إنّه “حكّاءُ التحولات”، يُمسكُ بفرشاتهِ ليحكيَ قصصَ وطنٍ يتجدّدُ تحتَ ضوءِ الفنّ. الجوائز والتكريم اختير عام 2009 في قائمة مجموعة «بيزنس» العربية كأبرز الشّخصيات العربية المؤثرة في العالم. اختير عام 2016 لرسم لوحة «طريق الحرير» ليُهديها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود للرئيس الصيني، لتُجسد عمق علاقة المملكة بالصين. حصل على جائزة «الإبداع الثقافي» من مبادرة تكريم في الكويت عام 2018

أحمد ماطر Read More »

 عبد الحليم رضوي

يُعد عبد الحليم رضوي أحد أعمدة الفن التشكيلي السعودي وأحد رواده المؤسسين. تميزت مسيرته بعدد من الإنجازات “الأولى” في تاريخ المملكة: 1. الريادة الأكاديمية: أول فنان سعودي يبتعث للدراسة الفنية في أوروبا ويحصل على مؤهل أكاديمي منها. 2. ريادة المعارض: أول من أقام معرضًا فنيًا فرديًا في السعودية (جدة، 1965). 3. ريادة المؤسسات: أسس أول مركز خاص للفنون في المملكة (مركز الفنون الجميلة، جدة 1968)، الذي كان منبرًا تأثر به جيل من الفنانين البارزين مثل ضياء عزيز وطه الصبان. أسلوبه وإنتاجه: تنوع مذهل في اعماله أنتج قرابة 3500 عمل فني متنوع بين الرسم (زيتي، أكريليك)، النحت، الكولاج، والجداريات الضخمة. مزيج فريد: جمع في أسلوبه بين المدارس الغربية (التكعيبية، التجريدية، التعبيرية، السريالية) وبين عمق الموروث المحلي. هوية محلية صريحة: هيمنت على موضوعاته عناصر التراث الحجازي والعربي والإسلامي، مثل المنازل التقليدية، الرقصات الشعبية، الزخارف، مستخدمًا أشكالاً كالدوائر والمثلثات الشعبية ضمن رؤية معاصرة. كما احتفت العديد من أعماله بروحانية وجماليات الفن الإسلامي. انتشار أعماله: جالت لوحاته معارض عربية وغربية. تحفظ أعماله في متاحف مرموقة عالميًا كمتحف الفن الحديث بالمغرب ومتحف كير جاس في زيورخ. في عام 2022، أطلقت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة “جائزة رضوي فن” تحت شعار “الأصالة والمعاصرة” برعاية جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تقديرًا لإرثه ودوره الرائد. توفي عام 2006م، في مدينة جدة إثر نوبة قلبية يوليو 5, 2025 يوليو 5, 2025 يوليو 5, 2025 يوليو 5, 2025

 عبد الحليم رضوي Read More »

نهار مرزوق

نهار مرزوق: ألوان تُجسّد روح الحجاز وطموحًا عالميًا في معرضه السابع “سياق” (نوفمبر ٢٠٢٣)، قدّم الفنان التشكيلي نهار مرزوق (مكة ١٩٧٠) ٢٥ لوحة جدارية تجسّد هوية المدن السعودية وتاريخها، من مكة وجدة إلى العلا والرياض، عبر ألوان صحراوية وأشكال معمارية تُحيي طريق الحرير والبخور. رحلة فنية بين الأصالة والعالمية بعد ٣٠ عامًا من العطاء، يلخّص مرزوق فلسفته: “الفن وليد البيئة… واكتشفت أن الإنسان ابن بيئته”، مشيرًا إلى رحلاته من الخليج إلى فرنسا، وتأثّره بتراث الحجاز الذي يظهر في “الرواشين” و”القباب الإسلامية” بألوان تُجسّد حجر المنقبي ورمال الربع الخالي. “سياق”: مدنٌ تتحدث بلونٍ وإرث يبرز المعرض الأزياء الحجازية وتنوعها الثقافي، ويربط الماضي بالحاضر عبر مسارات تجارية تاريخية. يقول عن دور الفن: “تناولتُ أسواق المدن كعصبٍ للحياة الاقتصادية… لخدمة رؤية ٢٠٣٠.” ويضيف عن شغفه بالحج: “اجتماع الناس في المواسم دلالة على السلام وسمو الروح الإنسانية.” طموحٌ لا يعرف الحدود رغم التحديات القديمة في توفير المواد الفنية، يطمح مرزوق اليوم لـ “منصة منفتحة للجميع… تعرض أعمالي في كل العالم”. من مقتني أعماله: مطارا جدة والرياض، ووزارتي الثقافة والتربية. “الإبداع الجميل يلهمني، والاطلاع على تجارب العالم يصقل لوحاتي.” — نهار مرزوق — خاتمة بفرشاة تخلط تراب الصحراء بألوان الحضارة، يوثّق مرزوق هوية المملكة في لوحاتٍ تتنفس أرواح مدنها… فنانٌ يجعل التراث سياقًا حيًا للإبداع المعاصر. المصدر : مجلة الرجل

نهار مرزوق Read More »

سليمان باجبع

هوية فنية أصيلة بروح معاصرة يُعد الفنان التشكيلي السعودي سليمان باجبع من أبرز الأسماء التي استطاعت أن تمزج بين الجذور الفنية المحلية وروح الحداثة التعبيرية، عبر مسيرة غنية امتدت منذ السبعينات وحتى اليوم. تنقل باجبع بين حركات الفن الحديثة والمعاصرة من الواقعية والتاثيرية والتعبيرية ومرّ بالتكعيبية ووصولا للتجريدية بأسلوب خاص جعله ذا أسلوب مستقل في الرؤية والتكوين والطرح الفني. ورغم تواضعه وبُعده عن الصخب الإعلامي، فقد ظل مؤثرًا، كفنان ومعلم ومثقف، في المشهد التشكيلي السعودي والعربي. نُفذت هذه اللوحة بأسلوب تكعيبي بخامة الأكريليك على قماش الكانفاس (30×40 سم)، وهي تصور وجهًا نسائيًا مبسطًا، يتداخل فيه التعبير الرمزي مع التكوين الهندسي، في بنية تشكيلية تجمع بين الحدّة والتناسق، وبين الشاعرية والحزن المكثف. الوجه يتجزأ إلى قسمين متقابلين سيميتريا كطبيعته، تتناوب فيهما الألوان الحارة والباردة، ما يعكس ثنائية نفسية وحالة وجدانية مركبة. العيون الواسعة الداكنة، وهي محور التعبير في اللوحة، تعكس تأملًا ساكنًا وموجعًا، ويتدلى من إحداها دمعة زرقاء، في تعبير مباشر عن الأسى. الخلفية محملة بمثلثات متكررة، تُشبه الأرابيسك الهندسي، لكنها في صياغة حديثة، ما يربط هذا العمل بالتراث الإسلامي والزخرفة العربية، دون أن يكون توظيفًا مباشراً. بتحليل العمل بصريا حسب النقاط التالية: 1. البنية التركيبية والتكوين يعتمد باجبع على تقسيم الوجه باستخدام خطوط سوداء كثيفة تحدد المساحات، وتجعل التكوين يبدو كموزاييك تعبيري. تنقسم اللوحة إلى مستويات لونية منظمة، ما يشبه تقسيم الفُسيفساء، لكن بروح تجريدية معاصرة. 2. اللون والرمز الألوان الحارة (البرتقالي، الأحمر، الأصفر) تُعبّر عن الصدمة، القوة، والحنين. الألوان الباردة (الأزرق، الفيروزي) توحي بالحزن والدموع والذاكرة. الشعر الذهبي المسدل كستار يرمز للأنوثة، لكنه مرسوم بخطوط مكررة تُوحي بالثقل وتأكيد لقيم الجمال. 3. التعبير البصري للعيون العينان تشكلان مركز العمل، لكنهما ليستا متطابقتين، ما يعكس اضطرابًا داخليًا أو انقسامًا نفسياً في أداة البصر وأساس البصيرة. وتكرار الأشكال حول العينين (مثل الشرائط والخطوط العمودية) يوحي بالاحتجاز، كأن الشخصية خلف قناع أو سجن بصري. 4. العناصر الهندسية المثلثات والزوايا في الخلفية والأمامية تمثل مزيجًا من: الإيقاع البصري المنتظم (الزخرفة). دلالات رمزية (المثلث بوصفه رمزًا للهوية الروحية، والتوازن بين البداية والوسط والنهاية). هذه اللوحة بتكعيبيتها وإن بدت تجريدية في شكلها، إلا أنها مشبعة بالتعبير النفسي والوجداني، وتقدم قراءة صامتة لألم وتحطّم داخلي مع تماسك خارجي في قالب بصري ساحر. إنها ليست فقط تصويرًا لامرأة، بل لبُنية الهشاشة والقوة التي تتقاطع داخل الإنسان المعاصر، خصوصًا المرأة في المجتمعات التقليدية. القيمة البصرية في العمل ناتجة عن صراع هادئ بين التزيين والتألم، بين التجميل والإفصاح، وهذه مفارقة يتقنها باجبع، وتمنحه خصوصية في أسلوبه التعبيري. كما أن استعماله للأكريليك بحرفية واضحة في التدرج اللوني والملمس يعطي اللوحة طاقة خامًّا غير مصقولة، تزيد من صدقها الفني. سياق العمل في مسيرة الفنان باجبع إذا نظرنا إلى هذه اللوحة التي أنتجها عام ٢٠٢٠م ضمن مسيرة الفنان، نجد أنها تحمل تطورًا واضحًا عن مراحله السابقة التي كانت أكثر قربًا من الرمزية الواقعية، وتظهر هنا نقلة نحو التجريد الرمزي المكثف. على عكس لوحاته الأولى التي انشغلت بالخيل والحروف والمناظر الشعبية، فإن هذا العمل أكثر انكفاءً على الذات. هناك نضج في التعبير والتبسيط البصري، إذ أصبح الفنان يُلمّح بدل أن يُصرّح، ويترك للمتلقي مساحة أكبر للتأويل. السيرة والمكانة الثقافية للفنان سليمان باجبع ولد الفنان سليمان أحمد باجبع Suliman Bajabaa في جدة عام 1955، ودرس في معهد التربية الفنية بالرياض عام 1976، ثم نال البكالوريوس من جامعة أم القرى عام 2000. جمع بين التجربة التربوية والثقافية والإبداعية، حيث عمل معلمًا للفنون ثم مشرفًا على المعارض والأنشطة الفنية، وشارك في تأسيس ونشر الحراك التشكيلي بجدة والمنطقة الغربية في معارض فردية وجماعية بجمعيات الثقافة والفنون ورعاية الشباب والصالات الأهلية. من أبرز مشاركاته الدولية: معارض في ألمانيا، المكسيك، الولايات المتحدة، المغرب، الكويت، الأردن، الهند، وتونس. حاز جوائز محلية ودولية، منها ميداليات ذهبية وفضية، ومراكز متقدمة في معارض كبرى مثل معرض فناني المرسم بجدة، وبينالي الكويت. يُعد من الفنانين الذين تركوا بصمة مزدوجة: إبداعية وتربوية، حيث درّب أجيالًا من الفنانين، ونقل إليهم خبرته وخياله وسعة رؤيته. ختاما، بتجريد الباكية أمام مرآة التكعيب قدّم لنا باجبع وجهًا لا نعرفه، لكنه يشبهنا جميعًا عندما نتحطّم من الداخل ونتماسك من الخارج، بدمعة صامتة وألوان منفعلة متناقضة. إنها ليست فقط لوحة، بل مرآة حادة لكل ما نخفيه خلف الوجوه. هذا العمل يثبت أن الفنان لا يحتاج إلى مساحات ضخمة أو زخارف مبهرة ليُحدث الأثر بل يكفيه صدق التعبير، كما فعل هنا. # د. عصام عسيري العمل #مقتنيات_خاصة

سليمان باجبع Read More »

الصياد العجوز

بقلم د.منال الرويشد قمة الغرابة في ‎#الفن_التشكيلي تتجلى في لوحة ” الصياد العجوز” للرسام المجري ( تيفادار كوشتكا ) التي رسمها منذ مايقارب (٢٠٠ ) عام ،لوحة مثيرة للدهشة وعدم الألفة،حتى اليوم يدور حولها جدل فني لغموضها، ولكشف هذا الغموض لابد أن تضع مرآة على الجانب الأيمن من اللوحة حيث سيظهر لك صياد عجوز مسالم ذو وجه سمح،ولكن عندما تضع المرآة على جانب الوجه الأيسر سيظهر لك وجه عجوز شرير ،عدد من الدراسات الفنية كتبت عن هذه اللوحة بين ناقد ومتذوق وبين معجب،اللوحة دون النظر لها من أحد الجانبين في حالة العادية قد لاتعجب البعض #د.منال الرويشد

الصياد العجوز Read More »