May 27, 2025

مفرح علي عسيري

سيمفونية الألوان الفنان مفرح علي عسيري يُعدّ من أبرز روّاد الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، وخصوصًا في منطقة عسير. وُلد في مدينة أبها عام 1376هـ (1956م)، وتخرّج من معهد التربية الفنية بالرياض عام 1396هـ، ليبدأ مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، حيث شارك في معظم المعارض التشكيلية المحلية منذ عام 1976م، بالإضافة إلى معارض دولية بارزة مثل معرض الجائزة الدولية الكبرى للفن المعاصر بمونتيكارلو في فرنسا، ومعرض الفن السعودي المعاصر بالقاهرة ولندن، ومعرض 25 فبراير بالكويت، ومعرض الحرف في بيت لوزان بالكويت، وبينالي الشارقة الدولي للفنون التشكيلية. تميّزت تجربة الفنان مفرح عسيري بتوظيفه المبتكر للخامات المتنوعة، مثل القماش وخيوط الصوف وقصاصات الورق، في أعماله الفنية التي اتخذت طابع “الكولاج”، مما أضفى على لوحاته طابعًا مسنديًا يجمع بين الخامات في وحدة موضوعية وإيقاع متنوع. استلهم مفرح عناصر من البيئة العسيرية، مثل الزخارف التراثية والعمارة التقليدية، ودمجها مع الحروف العربية في أسلوب تجريدي يمزج بين التأثيرية والتعبيرية، مما منح أعماله طابعًا فريدًا يعكس رؤيته الفنية الخاصة. كما أن استخدامه للحرف العربي في أعماله، مثل المجسم الجمالي الذي نفذه في مدينة أبها عام 1407هـ والذي يعبر عن السجود لله، يُظهر اهتمامه بالهوية الثقافية والدينية، رغم أن هذا المجسم أُزيل لاحقًا بسبب التوسعة في الطريق. مكانته الثقافية والمجتمعية يحظى مفرح عسيري بمكانة مرموقة ويُحتفى بتحربته في الثقافة والفنون في الساحة التشكيلية السعودية، حيث كرّمته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بعسير، بالتعاون مع معهد مسك للفنون الذي أدرجه ضمن قائمة جيل الرواد، نظير ما قدمه للساحة التشكيلية المحلية والعربية من عشرات المشاركات في المعارض الثقافية، وتم تقديم مجسم يخلد اسمه ودوره المجتمعي. بالإضافة إلى إسهاماته الفنية، شارك عسيري في العمل التطوعي، حيث حاز على المركز الثالث في جائزة “تعزيز” للعمل التطوعي عن فئة الأفراد على مستوى منطقة مكة المكرمة، نظير مشاركته في المبادرة الوطنية التطوعية “قائمتي أسهل للمكفوفين”، التي تهدف إلى دمج فئة المكفوفين مع المجتمع من خلال توفير قوائم شراء مكتوبة بلغة برايل. خلاصة، تجربة مفرح عسيري الفنية تُعدّ نموذجًا للتفاعل بين الفنان وبيئته، حيث استطاع أن يُعبّر عن الهوية الثقافية والتراثية لمنطقة عسير والبلدان العربية من خلال أعماله الفنية المتنوعة. كما أن مشاركته في العمل في التعليم والنشاط التطوعي تُبرز التزامه المجتمعي ورغبته في إحداث تأثير إيجابي يتجاوز حدود الفن. الصور #مقتنيات_خاصة # د/عصام عسيري

مفرح علي عسيري Read More »

أغرب لوحة

مخلوقات تخرج من الجحيم.. وفاكهة تأكل البشر! أسرار أغرب لوحة في التاريخ” “حديقة المباهج الأرضية: أحجية بوش التي حيّرت العالم منذ 500 عام!” في زاوية من متحف ديل برادو بمدريد، تقبع لوحة تدفع كل من يقف أمامها للتساؤل: هل رسمها نبيٌّ متنبئ بالمستقبل، أم مجنون عبقري؟إنها “حديقة المباهج الأرضية” لهيرونيموس بوش، العمل الذي ظل لغزًا منذ القرن الـ16 حتى اليوم. تفتح اللوحة الباب على عالم من الهلوسات المرسومة بدقة مذهلة مخلوقات نصف بشرية ونصف حيوانية، آلات تعذيب تسبق عصرها بمئات السنين، وجموع من الناس يسبحون في بحيرات من المتعة والرذيلة داخل فواكه عملاقة! المشهد أشبه بحلم كابوسي لطفل تناول جرعة زائدة من الحلوى، لكنه في الحقيقة نقد لاذع للمجتمع الديني والفساد البشري الأغرب أن بوش رسم هذه الرؤى قبل ظهور السريالية بقرون، مما يجعل البعض يعتقد أنه تنبأ بفناني القرن الـ20 مثل دالي. اللوحة مقسمة لثلاثة أجزاء: “الجنة” (براءة مفقودة) “المباهج الأرضية” (الفساد البشري في أوج بهرجه) “الجحيم” (عالم من العذابات الخيالية) لكن الجزء الأوسط هو الأكثر إثارة، حيث يتحول البشر إلى دمى تلهو في عالم من الجنون، وكأن بوش يقول: “هذه هي البشرية حين تنسى روحها!” “كلما حدقت في اللوحة، اكتشفت تفصيلًا جديدًا يجعلك تتساءل: ما الذي كان يدور في عقل هذا الرجل؟” اليوم، تظل “حديقة المباهج الأرضية” أحجية فنية لم تُحل تاركة لكل جيل تفسيرًا جديدًا. هل هي تحذير من الخطيئة؟ أم سخرية من الكنيسة؟ أم مجرد خيال فنان كان أغرب من لوحته نفسها؟ في القسم الأخير، ينفتح باب الجحيم على مصراعيه ليكشف عن فانتازيا مرعبة من العذاب الهستيري. تتوسط اللوحة خنزير متأنق بزي راهبة، وقفته المهيبة تنضح خبثاً وهو يجبر ضحية عارية على توقيع عقد مع الشيطان. المشهد لا يقف عند هذا الحد، فذاك الخنزير الشيطاني يلتهم ضحاياه الواحد تلو الآخر، ثم يقذف بهم في حفرة سوداء لا قعر لها، وكأنه يرمز إلى دوامة الخطيئة التي لا مفر منها. على الجانب، تتحول آلة موسيقية إلى أداة تعذيب. شيطان عازف ينفذ حكم الإعدام على ضحيته، بينما يلهو آخرون برسم نوتات موسيقية على مؤخراتهم في سخرية مريبة من الفن المقدس. الموسيقى هنا ليست للترفيه، بل هي نغمة العذاب الأبدي. وفي قلب هذه الفوضى، يطل علينا مخلوق غريب بملامح بشرية، يعتقد بعض النقاد أنه قد يكون صورة ذاتية للفنان نفسه. عيناه تتبعان المشاهد أينما تحرك، وكأنه الحارس الأمين لهذا العالم السفلي، أو ربما الضحية الأولى التي وقعت في شرك هذه الكوابيس. كل زاوية في هذا المشهد تحمل طبقات من الرمزية، كل ظل يخفي قصة، كل تفصيل يطرح عشرات الأسئلة. بوش لم يرسم الجحيم كما تخيله، بل صوّر رؤيته الخاصة للفساد البشري، للخطيئة التي لا تغتفر، للعذاب الذي نصنعه بأيدينا. هذه اللوحة ليست مجرد عمل فني، بل هي مرآة مظلمة تعكس أعمق مخاوف العصور الوسطى، وأكثر هواجس البشرية قتامة. بعد خمسة قرون، ما زلنا نقف أمامها مرتعبين، متسائلين: هل كان بوش ينظر إلى الجحيم حقاً، أم أنه رأى ما نخشى أن نعترف به في أنفسنا؟ كما انه لدينا في هذا الجزء شيطان يعدم إنسان على أله عزف عملاقة. وأيضا يرسم نوتات موسيقية على مؤخره أحدهم… بعض الفنانين عزفو هذه النوتات وهذه هي النتيجة

أغرب لوحة Read More »

بوابة الخلود لفان جوخ

“عندما ينحني الإنسان تحت ثقل الوجود: رمزية الموت والخلود في فن فان جوخ” في زوايا متحف فان جوخ، تتربع لوحة “بوابة الخلود” كشاهد صامت على أحد أكثر اللحظات إيلامًا في تاريخ الفن. ترسم الألوان مشهدًا يختزل المعاناة الإنسانية في صورة عجوز منكسر، جسده يتقوس كغصن مثقل، رأسه بين كفيه كأنه يحاول احتواء عالم من الألم في قبضة يديه. ذلك الوجع الذي يتسرب من اللوحة ليس مجرد تعبير فني، بل هو صدى لصراع فان جوخ نفسه مع دواخله المضطربة. تتجاوز هذه اللوحة مجرد تصوير الحزن لتطرح سؤالًا وجوديًا عميقًا: أهذه وضعية بكاء أم صلاة؟ انحناءة يأس أم استسلام؟ العجوز في اللوحة – الذي قد يكون مرآة للفنان نفسه – يحمل في انحنائه تناقضًا مذهلًا؛ فبينما يبدو غارقًا في عذاب لحظته، فإن عنوان العمل يفتح نافذة على أفق أرحب. “بوابة الخلود” هذا الاسم المشحون بالرمزية يحوّل المشهد من مجرد تعبير عن المعاناة إلى نبوءة فنية، وكأن الفنان يقول لنا إن كل هذا الألم ما هو إلا معبر لشيء أكثر خلودًا. تكمن عبقرية فان جوخ في قدرته على تحويل شخصيته المنكسرة إلى أيقونة فنية تتحدث بلغة الكون. فالعجوز في اللوحة ليس مجرد شخصية، بل هو تجسيد للضعف الإنساني أمام قسوة الوجود، وفي نفس الوقت شهادة على الإصرار الروحي. تلك “البوابة” في العنوان ليست مجرد استعارة، بل هي الجسر الذي بناه فان جوخ بين عذابه الأرضي وخلوده الفني، بين انكساره الشخصي وأمله في الخلاص. اليوم، بعد أكثر من قرن على رحيله، لم تعد “بوابة الخلود” مجرد لوحة، بل أصبحت وثيقة مؤرّخة لصراع الإنسان الأزلي مع ذاته. كل نظرة إليها تمنحنا تفسيرًا جديدًا، ففي اللحظة التي يبدو فيها العجوز في قمة انكساره، نكتشف أن الفن وحده القادر على تحويل الألم إلى شيء جميل، واليأس إلى بصيص أمل، والفناء إلى خلود.

بوابة الخلود لفان جوخ Read More »