ولد الفنان التشكيلي عبد الفتاح قرمان عام 1969 في مدينة سيدي سليمان حيث نشأ وترعرع، وهو فنان محترف مقيم حالياً في الرباط. بدأ شغفه بالفن يظهر منذ طفولته المبكرة، حيث كانت جدران المنزل وأوراق الرسم بمثابة لوحته الأولى التي عبر من خلالها عن موهبته الفطرية وخياله الإبداعي الواسع.
في سن الرابعة عشرة خاض قرمان أولى تجاربه الفنية الاحترافية بالمشاركة في معرض فني بمدينة سيدي سليمان لتبدأ بعدها مسيرته الفنية التي توجها عام 1987 بحصوله على دبلوم من مدرسة الفنون التشكيلية بالرباط، مما شكل منعطفاً مهماً في مشواره الإبداعي.
على مدار أربعة عقود من العطاء الفني، استطاع قرمان أن يثبت حضوره كواحد من أبرز الأسماء في المشهد التشكيلي المغربي والعالمي من خلال مشاركاته العديدة في المعارض والصالونات الفنية داخل المغرب وخارجه حيث مثل بلاده بتميز وحقق شهرة واسعة في مجال الفن المعاصر.
يتميز أسلوب قرمان الفني ببراعته في تقنيات الرسم الواقعي مع مزجها بلمسة معاصرة وشاعرية وهو ما أكسبه مكانة مرموقة وحصل بفضله على إحدى عشرة جائزة فنية مهمة تضمنت سبع ميداليات ذهبية وثلاث فضية وأخرى برونزية في دول مختلفة منها المغرب وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين.
حصل الفنان على اعتراف دولي واسع حيث انضم عام 2016 إلى الأكاديمية العالمية للفنون (Mondial Art Academia) كما تم اختياره عام 2020 كعضو شرفي في الرابطة الدولية لأساتذة ومعلمي فنون الألوان المائية تقديراً لإبداعاته المتميزة وأسلوبه الفريد في الواقعية القصوى الذي يستلهم مواضيعه من الهوية المغربية والذاكرة البصرية الأندلسية المورية.
لا يقتصر دور قرمان على كونه فناناً تشكيلياً فحسب بل يعتبر بمثابة ذاكرة بصرية حية تسجل الموروث الثقافي المغربي الأصيل، حيث يجسد في أعماله التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية والجمال الخفي في المكونات التراثية، معبراً عن ذلك من خلال براعته في تصوير تفاعلات الضوء والظل والجدران العتيقة التي تحمل بين طياتها قصصاً وحكايات الأجيال.















