عصمت داوستاشي (14 مارس 1943 - 13 مايو 2025) فنان تشكيلي مصري ولد في الإسكندرية ضمن عائلة مسلمة هاجرت من جزيرة كريت واستقرت بين حي بحري وحي الأنفوشي بالقرب من جامع المرسي أبو العباس. تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1967 متخصصًا في فن النحت. بدأ مسيرته الفنية بعمل تشكيلات تجريدية مستفيدًا من خبرته في التصوير الفوتوغرافي وتقنية الكولاج (القص واللصق) ثم طور أسلوبه ليعود باسم جديد هو عصمت داوستاشي بعد أن كان يعرف باسم عصمت عبد الحليم وأطلق على نفسه لقب "المستنير دادا" حيث اتسمت أعماله الفنية لاحقًا بأسلوب سريالي يميل إلى الدادية، مشحونًا بالرموز والعناصر القوية والألوان الصارخة.
أقام أول معرض فردي له في الرسم والتصوير الزيتي عام 1962 قبل أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة. عمل داوستاشي في ليبيا لمدة أربع سنوات حتى عام 1972 في مجال الإخراج والرسم الصحفي، وأقام أحد معارضه في بنغازي. بعد عودته عمل في التلفزيون المصري مساعد مخرج للبرامج الثقافية، ثم انتقل للعمل بوزارة الثقافة في نوفمبر 1973 مشرفًا على المعارض بالمراقبة العامة للفنون الجميلة بالإسكندرية في متحف محمود سعيد.
أبدع داوستاشي في مجالات أدبية وسينمائية متنوعة حيث كتب سيناريو فيلم "الصمت" عام 1982 ومجموعة قصصية بعنوان "أشكال هندسية" عام 1986 ودواوين شعرية مثل "كلاميات" عام 1966 كما مارس النقد الفني. نفذ مجموعة من الأفلام التجريبية بإضافة تأثيرات بصرية على شرائط الأفلام الخام أو المصورة مسبقًا وشارك بمهرجان الفيلم للهواة في تونس عام 1975.
اتجهت أعمال داوستاشي الفنية في مراحله المتأخرة نحو التصوف الديني وعُرف عنه حبه لجمع القطع القديمة وإدخالها في منحوتاته التي حملت دائمًا نقدًا اجتماعيًا لاذعًا. تميزت لوحاته بكسر القوالب الفنية التقليدية بحثًا عن هوية فنية خاصة تجمع بين الملحمة الشعبية والسيرة الذاتية والرؤى الصوفية.
أصدر سلسلة مطبوعات فنية تحت عنوان "كتالوج 77" وفي عام 1993 أصدر كتابًا تذكاريًا بعنوان "عالم داوستاشي" بمناسبة بلوغه الخمسين عامًا شارك في العديد من المهرجانات الدولية وأقام أكثر من 61 معرضًا فرديًا منذ 1962 كما شارك في معظم المعارض الجماعية الكبرى توجد أعماله في مجموعات وزارة الثقافة المصرية ومتحف كلية الفنون الجميلة ومتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة.
حصل على العديد من الجوائز الفنية المرموقة بدءًا من جائزته الأولى عام 1962 في معرض اتحاد طلاب الإسكندرية عن لوحته الزيتية "في انتظار الفرج" كما نال جائزة بيكاسو وجائزة ميرو من المركز الثقافي الإسباني، بالإضافة إلى جائزة راديو فرنسا الدولي بباريس عام 1988 عن تصميمه الإعلاني "إفريقيا 1988" وافته المنية في 13 مايو 2025 بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من ستة عقود.














