يُعد الفنان السعودي عبدالله شاهر أحد أبرز الأسماء في المشهد التشكيلي العربي حيث ترك بصمته عبر مشاركاته العديدة في معارض فنية مرموقة داخل المملكة وخارجها فقد عرض أعماله في عواصم عالمية مثل سيول واشنطن و وملبورن و إلى جانب مدن سعودية كالرياض وجدة وأبها مما أتاح له فرصة نقل رؤيته الفنية إلى جمهور متنوع.
بدأت رحلته الفنية منذ أيام الدراسة حيث كانت اللوحة بمثابة عالمه الخاص ثم تطورت موهبته عبر المشاركة في المعارض المحلية قبل أن يصقل تجربته في قرية المفتاحة التشكيلية بأبها التي شكلت منعطفاً مهماً في مسيرته ومن هناك انطلق إلى آفاق أوسع حيث شارك في فعاليات فنية عربية ودولية مستلهماً من مختلف المدارس الفنية لكنه حافظ على توقه الدائم إلى التجديد والابتكار.
في أعماله يمتزج التجريد بالرمزية مع حضور قوي للحرف العربي الذي يضفي طابعاً خاصاً على لوحاته ويرى شاهر أن العلاقة بين الفنان وأدواته علاقة حميمية تبدأ من اللحظة التي تولد فيها الفكرة حتى اكتمال العمل. فهو لا يعتبر الرسم مجرد عملية تقنية بل حواراً عاطفياً بينه وبين اللوحة يتخلله لحظات من الشغف والصراع وأحياناً من التأمل الهادئ.
بالنسبة إليه فإن الفن لا ينفصل عن الحياة ولذلك يحرص على أن يكون كل عمل فني يعبر عن رحلة داخلية مليئة بالمشاعر والأفكار كما يؤمن بأن نجاح أي عمل إبداعي يعتمد على التركيز العميق إلى جانب الاطلاع المستمر على تطورات الفن عالمياً وهو يرى أن المشهد التشكيلي العربي غني بالمواهب التي استطاعت أن تفرض نفسها على الخريطة الفنية العالمية معتبراً أن المملكة العربية السعودية تحتضن العديد من الفنانين الذين قدموا إسهامات كبيرة في هذا المجال.
على مدار أربعة عقود لم تقتصر مسيرة شاهر الفنية على الرسم فحسب بل شملت أيضاً إسهامات أخرى مثل المشاركة في توثيق تراث منطقة أبها عبر إصدارات فنية وتأسيس ورش تعليمية للأطفال، إلى جانب دوره الفاعل في تأسيس جمعيات فنية سعودية كل هذه المحطات جعلت منه فناناً متعدد الأبعاد يجمع بين الإبداع الفردي والمساهمة في تطوير المشهد الثقافي.
اليوم تظل أعمال عبدالله شاهر شاهدة على رحلة فنية غنية تحكي قصة فنان آمن بأن الفن لغة عالمية قادرة على تجاوز الحدود وبناء جسور بين الثقافات.








