مسيرة حروف من مكة إلى العالمية
في مكة المكرمة عام 1960، ولد سعود شاكر عبدالله خان في أسرة متواضعة. كان والده يعمل في مجال الزخرفة والنحت في الحرم المكي رغم أنه لم يكن يجيد القراءة والكتابة. هذه البيئة الفنية كانت البذرة الأولى لموهبة سعود الفنية.
بدأت رحلته مع الخط العربي في المرحلة الإعدادية، عندما تأثر بجمال خط الثلث الذي رآه على سبورة المدرسة. بدأ يمارس الخط باستخدام أدوات بدائية يصنعها من صناديق الشاي، قبل أن يتعرف على أدوات الخط التقليدية.
بعد تخرجه، عمل سعود في الخطوط السعودية من عام 1983 حتى 2021. لكن شغفه بالخط العربي دفعه للسفر إلى القاهرة ليتعلم على يد عميد الخط العربي آنذاك، مسعد خضير البورسعيدي. بعد عودته، أكمل تدريبه مع الأستاذ إبراهيم العرافي، خطاط الحرم المكي الشهير.
حقّق سعود إنجازات كبيرة في مجال الخط العربي، منها تصميمه لجدارية فسيفسائية مساحتها 450 متراً مربعاً في مكة المكرمة دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية. كما فاز بالمركز الأول في المسابقة الدولية "بحب مكة نلتقي"، والمركز الثاني في مسابقة سوق عكاظ للخط العربي.
مثّل سعود المملكة العربية السعودية في العديد من المحافل الدولية للخط العربي عبر وزارة الثقافة، وزار خلالها كلاً من كازاخستان، التشيك، اليابان، البرتغال وغيرها من الدول. كما أسس مع زميله إبراهيم العرافي جاليري "عزف الحروف" في جدة، وأدار نادي الخط العربي بمركز تسامي للفنون البصرية.
حصل سعود على العديد من العضويات الفخرية، منها عضوية جمعية الثقافة والفنون السعودية بجدة، وجمعية الخط العربي بجمهورية مصر العربية، وجمعية الخط العربي العالمية. كما شارك في تحكيم العديد من المسابقات الفنية، منها مسابقة الخط العربي الدولية بمكة المكرمة.
اليوم، يواصل سعود شاكر خان مسيرته الفنية من خلال ورش العمل والدورات التدريبية التي ينظمها، سعياً منه للحفاظ على تراث الخط العربي ونقله للأجيال الجديدة.









