في أزقة المدينة المنورة العتيقة عام 1968، وُلد زهير هاشم طوله لتبدأ رحلة فنية استثنائية. نشأ بين أحضان المدينة التاريخية، قبل أن ينتقل إلى جدة حاملاً معه شغفه بالفن الذي بدأ يظهر في سن مبكرة.
تلقى زهير تدريبه الفني الأول على يد الفنان يوسف التهامي بين عامي 1988 و1990، حيث تعلّم أسرار التصوير الزيتي في المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة. هذه الفترة كانت المحطة الأساسية التي شكّلت هويته الفنية لاحقاً.
لم يكن زهير فناناً عادياً، بل كان لغزاً محيراً حتى لمن عرفوه عن قرب. يقول عنه منسق أعماله بهجت يوسف جمال الدين: "زهير طوله غامض كأعماله التي تدعو للتساؤل". هذه الغموضية أصبحت سمة مميزة لأسلوبه الفني.
انطلق زهير إلى العالمية من خلال عضويته في أهم الجمعيات الفنية: و بيت الفوتوغرافيين بالجمعية العربية السعودية و جمعية الفنون الأوروبية في بلجيكا و جمعية ICS للتصوير في أمريكا
أما معارضه الفنية فكانت سفراً بين الشرق والغرب: و بدأها بـ"أفراح الأسود والأصفر" في جدة 1996 و ثم انتقل إلى قصر الباكتيل في مرسيليا 1997 و وقدم "أشلاء في إطار ذهبي" في ليون 1998 و ليختتم القرن بـ"مجموعة 2000" في جدة
حصل زهير على العديد من الجوائز المرموقة: و السعفة الذهبية الأوروبية 1997 و وسام شرف مدينة ليون 1998 و وسام الصداقة الفرنسية و درع مهرجان التصوير من الأمير سلطان بن سلمان
يقول عنه الفنان عبدالحليم رضوي: "زهير طوله يطور أسلوبه بالبحث عن القيم الإنسانية بأسلوب تعبيري، حيث تتراكم الألوان وتتداخل الخطوط لتتحول إلى لغة بصرية فريدة".
اليوم، وبعد رحلة فنية حافلة، يبقى زهير طوله أحد أهم الفنانين السعوديين الذين جمعوا بين الأصالة والحداثة، بين المحلية والعالمية، بين الوضوح والغموض الذي يجعل من كل لوحة له لغزاً يستحق التأمل.
