Add Your Heading Text Here
يُعد الفنان والنحات السعودي محمد الثقفي (مواليد الطائف 1976م) أحد أبرز الأسماء التي أسهمت في تشكيل المشهد التشكيلي السعودي المعاصر. تخرج حاملاً درجة الماجستير من جامعة أم القرى عام 2015، حيث قدّم رسالةً علميةً موسومة بـ "اتجاهات النحت المعاصر في المملكة العربية السعودية" كاشفاً فيها عن رؤيته النقدية للحركة الفنية.
عبر الصخور والمعلقات: بصمة لا تُنسى
برز اسم الثقفي بقوة حينما نحت أبيات المعلقات السبع على صخور سوق عكاظ عام 2009، حيث حوّل 22 صخرةً إلى لوحاتٍ شعريةٍ ناطقة، استغرقت 11 يوماً من العمل المتواصل. هذه الأعمال لم تكن مجرد نقوشٍ زخرفية، بل تحولت إلى جزءٍ من الذاكرة البصرية للمكان، تاركةً إرثاً يربط بين الأصالة والمعاصرة.
رحلة الإبداع عبر الزمن
أقام الثقفي سلسلةً من المعارض الشخصية التي تعكس تطور مسيرته:
- "الأسطورة والحجر" (2007) في قصر شبرا التاريخي بالطائف، حيث بدأ حكايته مع الحجر.
- "نقاء"(2016) في جدة، و"تجليات" (2016) في الخبر، اللذان مثّلا تحولاً في تعامله مع المادة والخامة.
- "غياهب" (2022) في الرياض، الذي جاء خلاصةً لخمسة وعشرين عاماً من التجريب، مقدماً فيه منحوتاتٍ تلامس العمق الإنساني.
لم تقتصر إنجازاته على المحلية، فقد شارك في:
- ملتقى روما للفنون التشكيلية (2018).
- سمبوزيوم طويق الدولي للنحت (2019).
- معارض ثقافية في روسيا (2007)، والنمسا (2007)، والسنغال (2008)، وألمانيا (2008). حصد الثقفي العديد من الجوائز، منها:
- جائزة "أوسكار النحت"* في بينالي القاهرة (2011).
- المركز الأول في مسابقة القصبي (2013).
- جائزة النحت في "مقامات للفن المعاصر" بالرياض (2013).
رؤيةٌ تتجاوز اللوحة
بصفته رئيساً للجنة الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون بالطائف، وعضواً مؤسساً في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، لم يقتصر دور الثقفي على الإنتاج الفني، بل امتد إلى التنظير والمشاركة في صناعة الحركة الفنية عبر المحاضرات، مثل "أوراق نحتية" (2018).
واليوم، تنتشر منحوتاته في أماكن حيوية مثل استاد الملك عبدالله بجدة، والطريق السياحي بين الطائف والباحة، مؤكدةً أن الفنّان السعودي قادرٌ على تحويل الفراغات العامة إلى متاحفَ مفتوحة، تروي حكاية وطنٍ يكتب فنه بأحرفٍ من نور وإزميل.



