هذه اللوحة بعنوان "منظف المداخن"، رسمها الفنان الروسي فيرس سيرغييفيتش زورافليف سنة 1875.
في ذلك الزمن، كانت مهنة تنظيف المداخن واحدة من أقسى وأخطر المهن وأكثرها استغلالًا، حيث كان العمال يعيشون حياةً صعبة مليئة بالمخاطر الصحية والمعاناة النفسية والاجتماعية.
كان معظمهم يعملون لساعات طويلة مقابل أجر زهيد، ويتعرضون يوميًا لخطر الاختناق والتسمم، وكانوا يعيشون على هامش المجتمع في ظروف شديدة البؤس، محرومين من الاحترام والكرامة الإنسانية.
المشهد يعكس مأساةً مزدوجة، من ناحيةٍ هناك الرجل الذي يُعامل باحتقار وازدراء من الآخرين بسبب منظره ومهنته، ومن ناحية أخرى، الفتاة الخادمة التي تشعر بالتهديد والخوف من هذا الرجل المنبوذ. كلاهما يعيش مأساةً فرضتها ظروفهما، وخلقها مجتمع لم يكن يرحم الضعفاء ولم يمنحهم فرصًا للحياة الكريمة.
أراد الفنان إظهار كيف يخلق الظلم والفقر والتهميش أشخاصًا قد يفقدون إنسانيتهم بسبب قسوة الحياة
فالاشمئزاز الذي نراه في أعين الناس هو نفسه ما جعل من هذا العامل شخصيةً منعزلة، مُحملة بالمرارة والغضب.