أحدب نوتردام

هذه اللوحة بعنوان "كوَّازيومودو" أو "Quasimodo" وقد رسمها الفنان الفرنسي لو أوليفييه ميرسون (Luc-Olivier Merson) في أواخر القرن التاسع عشر وهي تصور مشهداً مؤثراً مستوحى من رواية "أحدب نوتردام" للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو ..

في اللوحة نرى شخصية كوازيمودو، أحدب نوتردام، في لحظة حزن مطبق وهو يحتضن جثمان إزميرالدا بعد إعدامها بينما يقبع على أحد أبراج كاتدرائية نوتردام تحيط به الغربان والكآبة.

ما يميز هذه اللوحة ليس فقط موضوعها المأساوي بل أيضاً طريقة معالجة ميرسون للضوء والظل، ولون المدينة الرمادي الذي يعكس جواً من الأسى والحزن العميق. اختيار أن تكون المدينة ضبابية وممتدة تحت الأفق الواسع يعطي شعوراً بالغربة والوحدة كما أن وضعية كوازيمودو المنحنية والصامتة تعكس الألم الداخلي بشكل أبلغ من الكلمات. وجود التماثيل الحجرية (الغرغويل) التي تبدو كأنها تراقب المشهد بصمت يزيد من الطابع الكابوسي للوحة

ويؤكد التداخل بين عالم البشر والموتى أو الجماد وكأن الكاتدرائية نفسها حزينة على مصير بطليها.

اللوحة ليست مجرد تصوير أدبي بل تحمل نقداً عاطفياً قوياً لمجتمع قاسٍ لا يرحم المختلفين وتُظهر التعاطف العميق مع "الوحش" الذي يمتلك قلباً أنقى من البشر. ميرسون لم يرسم جمال الجسد بل جمال الحزن والولاء والخيبة الهادئة التي تعيشها الأرواح المنبوذة.

error: Content is protected !!