لوحة "غرفة العلية"، رسمها الفنان البلجيكي ليون فريديريك عام 1884.
في غرفة صغيرة بالكاد تتسع لعائلة، نرى امرأتين تجلسان على الأرض، تحتضن كل منهما طفلًا رضيعًا بين ذراعيها، بينما يجلس طفل ثالث أشقر الشعر على الأرض قرب موقد الفحم، عابس الوجه حافي القدمين، وكأن البرد والحرمان قد سرقا منه حق الطفولة.
الغرفة نفسها تبدو كأنها تكافح للبقاء على قيد الحياة: جدران متآكلة، نوافذ لا ترد البرد، موقد يتوسط المكان كرمز للدفء الهش، وملابس منشورة بخجل على حبل غسيل وكأنها تحاول تجفيف الكرامة.
هذه اللوحة تروي الحقيقة كما هي. فريديريك، بتقنيته الواقعية المتقنة، أراد أن ينقل إلى أعين البرجوازيين في بلاده صورة لم يكن أحدهم يحب أن يراها: أن الفقر ليس رقمًا في تقرير حكومي، بل أمًّا تحاول إسكات صراخ رضيعها، وطفلًا جائعًا يبحث عن رغيف خبز.