المدرسة مابعد الانطباعية
حركة فنية بدأت في نهاية القرن التاسع عشر وتشترك مع الانطباعية في الألوان الواضحة وبضربات الفرشاة الثقيلة الظاهرة واختيار موضوعات الرسم من الحياة الواقعية لكنها تحيد عنها بميلها لإظهار الأشكال الهندسية للأشياء بوضوح طبيعي أو اعتباطي، وابتعدت عن التقييد المتوارث في الانطباعية. وقد وضعت الأساس لمدارس لاحقة مثل المدرسة الوحشية والمدرسة التكعيبية.
يطلق اصطلاح "ما بعد الانطباعية" على أعمال مجموعة من الفنانين الفرنسيين في أواخر القرن 19 أرادوا تطبيق بعض خصائص الانطباعية وتوجيهها نحو فن أكثر ذاتية. وتشمل المجموعة: سيزان، وفان غوخ، وغوغان.
لم يرض أنصار ما بعد الانطباعية بما شعروا به من تفاهة الموضوع وفقدان الهيكل في اللوحات الانطباعية رغم أنهم لم يتفقوا فيما بينهم على طريق للمضي قدمًا.
اهتم جورج سورا وأتباعه بالتنقيطية، وهي الاستخدام المنهجي لنقاط صغيرة من الألوان. شرع بول سيزان في استعادة الإحساس بالنظام والبنية في الرسم، «لجعل الانطباعية شيئًا صلبًا ودائمًا، مثل فن المتاحف»، وقد حقق ذلك من خلال تبسيط الأشياء إلى أشكالها الأساسية مع الاحتفاظ بالألوان الانطباعية المشبعة. جرب الانطباعي كاميل بيسارو الأفكار الانطباعية الجديدة بين منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر وأوائل تسعينياته. استخدم فنسنت فان غوخ في غالب الأحيان لونًا نابضًا بالحياة وضربات الفرشاة البارزة لنقل مشاعره وحالته العقلية.
على الرغم من أن فناني ما بعد الانطباعية غالبًا ما عرضوا أعمالهم معًا، لم يتفقوا على ما يشكل حركة متماسكة. مع ذلك، فإن الاهتمامات المجردة بالانسجام والترتيب الهيكلي، في أعمال كل هؤلاء الفنانين، تفوقت على المدرسة الانطباعية. اعتمد فنانون مثل سورا نهجًا عمليًا دقيقًا فيما يتعلق باللون والتكوين.
الانطباعية الحديثة (التنقيط): أطلقه النقاد على أعمال فنانين مثل جورج سورا وبول سينياك الذين تتميز أعمالهم برسم لوحة كاملة بالتنقيط. هذا الأسلوب استوحاه سورا من النظريات الحديثة التي تقول بأن الضوء مكون من جزيئات صغيرة نستطيع من خلالها أن نرى الألوان، فبدأ يرسم نقاطًا صغيرة متلاصقة تسمح للعقل بأن يخلط هذه النقاط اللونية ليرى اللوحة بالكامل. لم يعجب هذا الأسلوب الكثيرين لكنه كان ملهمًا للعديد.
بول سيزان (1839-1906): كجزء من الحركة ما بعد الانطباعية كان أسلوب بول سيزان يميل لرسم لوحات أكثر صلابة بعد أن ركز على إظهار الأشكال الهندسية للأشياء التي يرسمها وابتعد عن إظهار العمق اللوني فبدت لوحاته ملطخة بالألوان. كان أسلوب بول سيزان ملهمًا للرسامين لاحقًا في إنشاء المدرسة التكعيبية مثل بابلو بيكاسو وجورج براك.
رأى بعض الرسامين مثل فان غوخ وبول غوغان بأن الانطباعية موضوعية جدًا تميل إلى نقل الصورة فقط، وبما أن حياتهم كانت مليئة بالإحباطات والعقبات النفسية أرادوا أن تظهر التعابير الروحانية والنفسية في لوحاتهم إما من خلال ضربات الفرشاة في لوحات فان غوخ أو بالموضوعات في لوحات بول غوغان.
الرمزية: كان هذا الأسلوب امتدادًا للمدرسة الرومانسية، صور فيه الرسامون الأساطير والأحلام.