هشام بنجابي

في أزقة مكة المكرمة القديمة، حيث تتنفس الجدران تاريخاً وفناً، وُلدهشام بنجابي عام 1955م (1375هـ)، حاملاً في عينيه بذور الإبداع التي ستجعله أحد أبرز وجوه الفن التشكيلي في السعودية.

بين اللغات والثقافات:

تنقّل بين مصر حيث تشرب حب الفن، وإسكتلندا حيث درس الأدب الإنجليزي في **جامعة إدنبرة**، ثم كندا حيث أتقن فنون الديكور، ليعود إلى جدة حاملاً خبراتٍ متنوعةً صنعت منه فناناً عالمياً بجذورٍ عربية.

إنجازاته الفنية والإدارية:

- أسس جمعية جدة للفنون الجميلة للجاليات الأوروبية (1973م)، وأدار متاحف المنطقة التاريخية في جدة.

- تولى إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) فرع جدة منذ 2017م.

- أسس أكاديمية جدة للفنون وجاليري رؤى الفن، داعماً المواهب الشابة.

- صمم دوار الهندسة في جدة، ليترك بصمةً مرئيةً في المدينة.

فنه ورمزية الحصان:

اتسمت أعماله بالارتباط بالتراث السعودي والبيئة العربية، متخذاً من الحصان رمزاً يعبر به عن القوة والأصالة، محوّلاً اللوحة إلى حكايةٍ تشكيلية.

المعارض :

بدأ مشاركاته الفنية عام 1973م، وأقام أول معرض شخصي له في تورونتو (1976م). شارك في معارض عربية ودولية، منها بينالي الكويت ومعارض داعمة للقضية الفلسطينية. وأصدر كتاب "إبداع لا ينضب"، موسوعةً توثّق تاريخ الفن التشكيلي السعودي.

التكريم والإرث:

- نال الريشة الذهبية في معرض مراكش الدولي (2014م).

- كرّمته جمعية الثقافة والفنون في جدة (2019م).

- بعد رحيله في15 يناير 2024م، قررت وزارة الثقافة تحويل مرسمه إلى مركز ثقافي، ليظل إرثه حياً.

رحل هشام بنجابي، لكنّ ألوانه باقيةٌ على جدران الوجدان السعودي، كفارسٍ رسم التراث بحصانِ إبداعه، وسيبقى اسمه منحوتاً في سجلّ الرواد.