نايل ملا

في أزقة مكة المكرمة عام 1957 وُلد فنانٌ سيحملُ عالمَ المصغّرات على راحة يده، إنه نايل ملا، أحد أبرز رواد الجيل الثالث للفن التشكيلي السعودي. تخرّج من جامعة الملك عبدالعزيز بقسم الإعلام عام 1980، لكن شغفه بالفن حوّله إلى رائدٍ في فن المنمنمات، حيث حوّل اللوحات الصغيرة إلى عوالمَ تحكي قصصاً كبيرة.

من التشكيل إلى التقاسيم

بدأ مسيرته الفنية عام 1982، لكنه أخذ الجمهور إلى عوالمه الخاصة عبر سلسلة معارض مميزة: - "تشاكيل" (2015) في روشان جاليري بجدة، الذي كشف عن لغته البصرية الأولى. - "تقاسيم شرقية" (2015) في جاليري حوار بالرياض، ثم في قطر (2016)، حيث مزج الألوان والخطوط بإيقاعاتٍ بصريةٍ تشبه المقامات الموسيقية. - "تشاكيلي الصغيرة" (2021) في جاليري تجريد بالرياض، الذي قدّم فيه أكثر من 350 عملاً يُجسد إتقانه لفن المنمنمات، مؤكداً أن المساحة ليست سجناً للإبداع. بصمة سعودية في المحافل الدولية

لم يقتصر إبداع ملا على المحلية، فقد نال تكريماتٍ دوليةً وضعت اسم السعودية في خريطة الفن العالمي: - ميدالية تكريمية من ترينالي القاهرة الدولي للجرافيك.

- جائزة "حتحور" للعمل المتميز في بينالي القاهرة التاسع.

- الجائزة الشرفية من بينالي طهران للفنون الإسلامية، كأول فنان سعودي ينالها.

فلسفة الفنان: عندما تصبح الصغيرة جليلة

اشتهر ملا بقدرته على تحويل المساحات الضيقة إلى عوالمَ مترامية، حيث تتحاور الخطوط مع الألوان في تناغمٍ يشبه "التقاسيم" الموسيقية. أعماله ليست مجرد لوحات، بل هي قصصٌ مصوّرة بحبرٍ من ذهب، تروي حكايةَ فنانٍ آمن بأن الإبداع لا يُقاس بالحجم، بل بالعمق.

اليوم، يُعد نايل ملا أيقونةً لفن المنمنمات في السعودية، ورائداً أثبت أن الفنان الحقيقي يمكنه أن يخلقَ كوناً كاملاً داخل إنشٍ مربع.