في أزقة بغداد العتيقة، حيث تتنفس الجدران تاريخاً فنياً عريقاً، وُلِدَ فلاح شكرجي عام 1963، لتبدأ رحلة فنان سيحمل راية التشكيل العراقي ويُسمع صوته في أروقة الفن العالمية.
طفولة تحمل ريشة مبكرة:
نشأ شكرجي في حضن العاصمة البغدادية التي كانت -ولا تزال- لوحة فنية مفتوحة، تختزل في تفاصيلها تراثاً بصرياً يعود لآلاف السنين. ربما كانت يد الصغير فلاح ترسم على جدران مدرسته ما لم تكن تفهمه عيناه بعد، لكنها كانت تخطّ بلا وعي بدايات مسيرة ستُكتب بحروف من نور في تاريخ الفن العراقي.
رحلة الأكاديمية.. من الطالب إلى الأستاذ:
سلك شكرجي دروب العلم بجديّة الفنان وشغف الباحث، حتى نال شهادة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، تلك المؤسسة التي كانت -ومازالت- حاضنة لكبار الفنانين العراقيين. لم يكتفِ بالشهادة، بل حول معرفته إلى منارة يُضيء بها للآخرين، فانتقل إلى جامعة صلاح الدين في أربيل، حاملاً معه خبرة الجنوب وثراء الوسط، ليلتقي بزملائه وأبنائه الطلاب في الشمال، وكأنه ينسج بخيوط ألوانه لوحة الوحدة العراقية. المعارض.. حيث يتجلى الإبداع:
أقام شكرجي ثلاثة معارض شخصية، كان كل منها بمثابة بيان فني يعلن عن مرحلة جديدة في رحلته الإبداعية:
- معارض تختزل هموم الإنسان العراقي
- لوحات تحمل جراح الحرب وأحلام السلام
- تجارب تشكيلية تزاوج بين الأصالة والحداثة
أما مشاركاته التي تجاوزت 45 معرضاً حول العالم، فكانت سفراً للفن العراقي إلى عواصم الفن العالمية، يحمل معه رسالة جمالية من بلاد الرافدين.
**شهادات التقدير.. اعتراف بعطاء لا ينضب
حصل الفنان على عشرات شهادات التقدير من مؤسسات عربية ودولية، كل منها يشكل محطة في مسيرته:
- تكريمات تثمن إخلاصه للفن الأصيل و جوائز تعترف بتميز أسلوبه وشهادات تقدير لجهوده الأكاديمية
الأسلوب الفني.. حيث تلتقي الحضارات:
يتميز أسلوب شكرجي بـ: بصمة عراقية خالصة تظهر في تفاصيل أعماله و جرأة في المزج بين المدارس الفنية المختلفة و عمق فلسفي يتحول إلى أشكال وألوان وحرفية عالية في التعامل مع الخامات المختلفة
وبينما تواصل ريشته سرد حكاياتها البصرية، يبقى شكرجي فناناً يخلق من الألوان عالماً خاصاً، يدهشنا بجماله في كل مرة.














