عبد الجبار نعمان – اليمن

وُلد في ذبحان قرب تعز، من رواد الفن التشكيلي في اليمن درس في عدن ثم سافر إلى القاهرة حيث تخرج من معهد الفنون الإيطالية بامتياز عام 1973. لم يكن مجرد رسام عادي. كان يحمل في داخله روح المكان الذي نشأ فيه. شوارع تعز القديمة كانت مصدر إلهامه الأول. ضوء القمر الذي يلامس حواري ذبحان كان يمنحه إحساساً خاصاً. عيون النساء في مدينته كانت تحكي له قصصاً لا تنتهي، قصصاً من الماضي والحاضر.

ولد في مكان بسيط، حيث بيوت الطين تبدو وكأنها جزء من التلال. ذهب إلى القاهرة ليدرس الفن، لكنه اكتشف هناك أن الفن الحقيقي كان بداخله. الألوان التي استخدمها لم تكن مجرد ألوان عادية. كان الأحمر في لوحاته يشبه تربة حضرموت، والأزرق كعمق مياه عدن، والأصفر كشمس صنعاء الدافئة.

عندما عاد إلى وطنه، اختار أن يرسم النساء المكافحات مثل "أم أحمد" من حارة القابل. رسم تجاعيد وجهها التي تحمل قصصاً طويلة، ويديها القوية التي تشبه جذور الأشجار. حتى البيوت القديمة المعلقة على الجبال كانت تبدو في لوحاته وكأنها حكايات قديمة ترويها الجدات.

"كان يرى الجمال في أبسط الأشياء"، كما يقولون عنه. إناء فخار مكسور، ظل ساقية ماء، حتى صمت الحجر كان له معنى خاص في عينيه. الحرب أيضاً تركت أثراً في فنه، لكنه كان يحول الألم إلى جمال عبر الألوان في التسعينيات، تغير أسلوبه الفني بشكل كبير. كانت لوحته الشهيرة في الأمم المتحدة مختلفة عن أي شيء رسمه من قبل. الدخان الأسود والأحمر القاني سيطرا على اللوحة، لكنه أضاف لمسات أمل صغيرة.

الناس لا يعرفون أنه رغم شهرته، كان يعطي لوحاته لطلابه مجاناً. كان يؤمن أن الفن حق للجميع. ربما هذا ما جعل العالم يهتم به، حتى اختارته منظمة اليونيسف لتمثيل اليمن وعندما توفي قبل سنوات، ترك إرثاً فنياً كبيراً. لوحاته اليوم تحكي قصصاً لا تنتهي. يمكنك أن ترى فيها تفاصيل يمنية خالصة - الأسواق، البيوت القديمة، حتى أصوات الحياة اليومية.

الفن الحقيقي لا يموت، وعبد الجبار نعمان أثبت هذه الحقيقة بألوانه التي مازالت حية بيننا.

التشكيلي-اليمني-عبدالجبار-نعمان
July 9, 2025
d0de11be8069db45d39c71be0c231e24
July 9, 2025
images
July 9, 2025
1111
July 9, 2025
images (1)
July 9, 2025