رائد الفن التشكيلي السعودي الذي رسم بصمته في تاريخ الفن العربي
يُعد الفنان الراحل عبد الجبار بن عبد الكريم اليحيى (1931-2014) أحد أبرز رواد الحركة الفنية التشكيلية في المملكة العربية السعودية، حيث مثّلت مسيرته الفنية والإبداعية نقلة نوعية في تاريخ الفن السعودي الحديث. هذا الفنان متعدد المواهب الذي جمع بين التشكيل والكتابة والترجمة والنقد الفني، استحق عن جدارة لقب "رائد الفن التشكيلي السعودي".
النشأة والتكوين الفني:
ولد اليحيى في مدينة الزبير العراقية عام 1931، حيث تشكلت ملامح موهبته الفنية وتأثر بابن خالته الفنان والنحات ناصر سعد الخرجي
المسيرة التعليمية والمهنية:
- تلقى تعليمه الأساسي في الزبير حيث برزت موهبته الفنية وابتعث لدراسة الإلكترونيات في الولايات المتحدة ثم أكمل دراساته في بريطانيا 1975 ,عمل في القوات الجوية السعودية (1952-1969) مع استمراره في ممارسة الفن وهو أول محرر تشكيلي في الصحافة السعودية عبر صحيفة المدينة
الإنجازات الفنية الرائدة:
- أول فنان سعودي يقيم معرضًا شخصيًا (1971)
- أول معرض منظم من قبل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون (1974)
- أول فنان سعودي يشارك في معرض خارج المملكة (1952)
- مؤسس جماعة "ألوان" للفنون التشكيلية
التطور الفني والأسلوب:
مر أسلوب اليحيى الفني بأربع مراحل مميزة:
1. المرحلة الواقعية: تصوير البيئة المحلية (مثل لوحة "سوق المقيبرة")
2. المرحلة التكعيبية: تأثر بالاتجاهات الحديثة
3. مرحلة القيم الإنسانية: التركيز على الإنسان كقيمة خلاقة
4. المرحلة التجريدية: تنويع التقنيات مع الحفاظ على المحتوى الإنساني
**الموضوعات الفنية:
تمحورت أعماله حول محورين رئيسيين:
التراث والعمارة المحلية والمرأة كرمز وجزء من النسيج الحضاري
الإرث الفني والثقافي:
إلى جانب إنتاجه الفني الغزير، ترك اليحيى إرثًا ثقافيًا من خلال:
كتاباته ومقالاته النقدية وترجماته الفنية المهمة و تأثيره على أجيال من الفنانين السعوديين و مشاركته في تأسيس البنية التحتية للحركة الفنية السعودية
توفي الفنان الكبير في 20 رمضان 1435هـ (18 يوليو 2014) في الرياض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ثريًا ومدرسة فنية متميزة، حيث يبقى اسمه منقوشًا بحروف من نور في تاريخ الفن السعودي والعربي الحديث.




