في أزقة مكة المُعظمة، حيث تُنْثَر حكايات التاريخ على جدران الحرم، وُلد الفنان طه محمد صالح الصبان عام 1948م، ليكون أحد أبرز من نحتوا هوية الفن التشكيلي السعودي بفرشاة تجمع بين عمق التراث ورشاقة المعاصرة.
رحلة التأسيس
- البدايات المكية: تشرب عشق الفن من بيئة مكة الغنية بالتنوع الثقافي. كان أول رئيس لبيت التشكيليين السعوديين (1992-1994)، وعضواً مؤسساً في جمعية الثقافة والفنون بجدة. عالمية الفن وخصوصية المكان
أقام الصبان معارضه في أربع قارات، حاملاً روح التراث السعودي إلى العالم:
- اوروبا: معارض في كولشيستر وجلاسكو (1975-1976).
- العالم العربي: معارض بالشارقة (1999) وبيروت (2007) وتكريم في بينالي القاهرة.
- محلياً: معارض نوعية مثل "ستينيات الصبان" (2011) و"وجدان" (2018).
إنجازات تشكيلية خالدة
- جداريات عامة: تزين أعماله مطارات المملكة الرئيسية (جدة، الرياض، الظهران) ومراكز حيوية مثل الغرفة التجارية بجدة.
- مقتنيات دولية: تُعرض أعماله في متحف العالم العربي بباريس ومركز الدراسات العربية بلبنان.
حصد أهم الجوائز الفنية في العالم العربي:
- الجائزة الكبرى لمهرجان الجنادرية(1999).
-السعفة الذهبية بمسقط (2006).
- جائزة الفنون البصرية الوطنية (2024) كتتويج لمسيرة نصف قرن.
تميزت أعماله بـحوار التراث مع الحداثة: حيث تتحول العناصر الشعبية إلى رموز بصرية معاصرة.
والالتزام الاجتماعي: كما في معرضه بدعم مرضى السرطان (1997).
والعمق الإنساني:حيث يجسد البحر والبيئة المحلية كفضاءات للذاكرة الجمعية.
إرث معرفي
خلّف الصبان إرثاً مكتوباً يُوثّق مسيرته، أبرزه: - "طه الصبان.. حياته وفنه" (2018) للباحث خيرالله زربان.
-"فن طه الصبان" (2007) كمرجع لأسلوبه التشكيلي.
اليوم، يُعد الفنان طه الصبان أيقونة حية في المشهد الثقافي السعودي، حيث تُختزل في مسيرته قصة الفن السعودي من المحلية إلى العالمية، من خلال عينٍ فاحصة تلتقط جوهر المكان وتُعيد تشكيله بلغة بصرية تخطف الألباب.







